الألمان يحزنون بعد الهزيمة من أسبانيا ويتطلعون لمستقبل مشرق

سيطر الحزن الشديد على وسائل الإعلام الألمانية اليوم الخميس بعدما ودع
منتخب ألمانيا منافسات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بهزيمته صفر/ 1
مساء أمس الأربعاء أمام نظيره الأسباني ، ولكنها مع ذلك أبدت تفاؤلها
بمستقبل الفريق.

ورغم البطولة الكبيرة التي قدمها منتخب ألمانيا في مونديال 2010 فقد عرفت
الماكينات حدودها مساء أمس أمام المنتخب الأسباني الساحر.


وكتبت صحيفة "بيلد" في عنوان صفحتها الرئيسية: "انتهى الحلم .. نجاح باهر ،
كم هم جيدون هؤلاء الأسبان ، ولكننا مازلنا فخورون بلاعبينا".


وأضافت الصحيفة: "سنحرز اللقب بعد أربعة أعوام أخرى .. هذا الفريق اليافع
ينتظره مستقبل باهر ، ولن تغير هزيمتهم في مباراة واحدة من الأمر شيئا. بل
على العكس ، فمن الممكن أن تتعلم الكثير من مثل هذه الهزائم المريرة".


وأذهلت ألمانيا العالم خلال مشوارها بمونديال جنوب أفريقيا حيث تغلبت على
أستراليا 4/ صفر في دور المجموعات قبل أن تتغلب على إنجلترا 4/1 في دور
ال16 ثم على الأرجنتين 4/ صفر في دور الثمانية.


وبرز نجم عدد من اللاعبين الشباب مثل توماس مولر ومسعود أوزيل وسامي خضيرة ،
أما لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه فقد عادا إلى مستواهما السابق الذي
افتقداه طوال الموسم الماضي بينما أطلق المدرب الألماني يواخيم لوف على
لاعب خط الوسط باستيان شفاينشتايجر لقب "قلب ومحرك" الفريق.


ولكن كل هذا لم يؤثر كثيرا أمس أمام أسبانيا التي تفوقت على المنتخب
الألماني المضطرب لتفوز 1/ صفر كما فعلت من قبل في نهائي بطولة الأمم
الأوروبية يورو 2008 .


وكتبت مجلة "كيكر" الرياضية: "كان يجب أن يدرك لاعبون أمثال خضيرة وأوزيل
أن الطريق مازال طويلا أمامهم للوصول إلى العالمية ، فقد استغلوا الضعف
الخططي في فريقي إنجلترا والأرجنتين ولكنهم كانوا أقل مستوى بكثير من
الأسبان الأكثر مهارة وخبرة".


ولكن المجلة أضافت: "ولكن يكفيهم عزاء أنهم قدموا أفضل عروض في جنوب
أفريقيا لفترة طويلة .. وما يتبقى الآن هو الأمل في مستقبل باهر لهذا
المنتخب".


ورغم أن ألمانيا مازال أمامها مباراة أخرى بكأس العالم الحالي عندما تلتقي
مع أوروجواي في مباراة تحديد المركز الثالث ، فقد عادت البلاد إلى حياتها
الطبيعية بعد أسابيع من الفرحة الهستيرية.


وعادت غالبية مئات الآلاف من الجماهير الألمانية في هدوء تام إلى ديارها
مساء أمس في ليلة صيف دافئة بعدما نشر السكون خيوطه على أرجاء البلاد بعدما
كانت تنهي لياليها السابقة من مباريات المونديال في الاحتفال بفرحة وفخر.


أما السؤال الذي يبقى مطروحا الآن هو ما إذا كان مدرب الفريق يواخيم لوف
سيبقى في منصبه أم سيرحل وهو القرار الذي يعتزم المدرب الألماني اتخاذه بعد
عودته إلى بلاده. وبما أن لوف نفسه هو من صنع هذا الفريق فلا شك في أن
ألمانيا كلها سترغب في بقائه.


ولكن هناك سؤال آخر حول مايكل بالاك وهل سيعود إلى منتخب ألمانيا من جديد
أم لا؟ وهل إذا حدث سيستعيد شارة القيادة من جديد؟ وكان فيليب لام قد أصبح
قائد ألمانيا الجديد خلال كأس العالم وأعلن اللاعب هذا الأسبوع أنه يريد
الاحتفاظ بشارة القيادة.


وتساءلت بيلد: "هل تحتاج ألمانيا إلى خبرة بالاك في مباراة مثل مباراة
أسبانيا .. الواقع أننا خسرنا في 2008 أيضا عندما كان بالاك بالفريق. ولكن
هناك حقيقة أخرى وهي أن منتخب ألمانيا مازال يتسع لبالاك وهو في قمة
مستواه".