الخيانة هي خيانة ان كان سببها
الرجل أو المرأة ولكن هناك اتهامات للرجل من المجتمع وحتى من الزوجة التي
تخون بأن الرجل هو المسؤول عن الخيانة التي يقع فيها الطرفان اللذين
تربطهما علاقة زواج. لسنا هنا في وضع يعطينا حق اطلاق الأحكام ولانحاول
تبرئة أحد أو اتهام أحد بالمسؤولية عن الخيانة، بل سنعتمد على دراسات علمية
في هذا المجال. من المعروف بأن ممارسة الخيانة الزوجية قديمة بقدم حياة
الانسان على الأرض وقد وقع فيها الرجال والنساء على حد سواء، لكن الكفة
تميل لصالح الرجال من حيث وقوعهم في فخ الخيانة الزوجية أكثر من المرأة
لأسباب متعددة ومتنوعة.
نظرة الى الوراء:
دراسة برازيلية صادرة عن مركز البحوث الاجتماعية المسمى / أوز كازادوس/
والتي تعني "المتزوجون" باللغة البرتغالية التي يتحدث بها البرازيليون قالت
ان نظرة الى الوراء في التاريخ تبين بأن عمالقة الحب والرومانسية قد وقعوا
في فخ الخيانة بالرغم من مشاعر الحب العارمة تجاه من أحبوهم. واجراء
مقارنة بين الانسان القديم والحديث يظهر بأن أسباب الخيانة في السابق كانت
في معظمها عائدة للظروف التي كانت تحول دون اجتماع قلبين عاشقين نظرا
للفروق الطبقية الكبيرة التي كانت سائدة. منذ تلك الحقبات القديمة كان يقال
دائما والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك بأن الرجل كان يميل لخيانة من
يحبها في حين كانت المرأة دائما تعيش في بريق الأمل بأنه سيأتي اليوم الذي
تجتمع فيه بحبيبها. أما الصفة الغالبة لمثل هذه الخيانة فكانت السرية
المطلقة نظرا لشدة العقوبة في حال اكتشافها.
وأضافت الدراسة التي أعدتها مجموعة من علماء النفس والاجتماع بأن أعذار
الخيانة في أيامنا هذه تعتبر أقبح من الذنوب على الرغم من أن الخيانة
الزوجية ليست مبررة ولا في حال من الأحوال، أي أن الدراسة لاتبرر خيانة
القدماء وان كانت أعذارهم أقرب للمنطق.
قبول المرأة:
أشارت الدراسة البرازيلية الى أن المرأة وخلال عهود طويلة من الزمن كانت
ملزمة بقبول خيانة الأزواج دائما تحت شعار ضرورة الحفاظ على الحياة الزوجية
وابقاء الزواج في حالة سعيدة وان كان أمام المجتمع فقط. والخلاف الأكثر
بروزا بين عصرنا الحاضر والعهود القديمة هو أن المرأة وبسبب حصولها على
استقلالية أكبر اكتسبت حق المساءلة، أي مساءلة الرجل عن الخيانة واظهار عدم
الثقة واتهام الرجل بالكذب ان كان يكذب حول خيانته، وهذه أمور لم تكن
واردة قديما. لم تكن المرأة قديما تملك حق المساءلة أو الاتهام ولايبقى
أمامها سوى قبول الخيانة للحفاظ على نفسها وعلى وضع أسرتها الاجتماعي.
الحبل على الجرار:
انكار الرجل للخيانة وكذبه، بحسب الدراسة، لم يتغيرا منذ القدم، وماتغير هو
الأسلوب فقط وتوفر الأدوات الأكثر نجاعة للانكار والكذب. في عصرنا الحالي
يتأخر الرجل في الوصول الى المنزل وعندما تسأله الزوجة عن السبب يقول
"تأخرت في العمل كثيرا لانجاز أمر هام" و "أصبحت سجينا في الطريق بسبب
ازدحام المرور" و "اضطررت لقبول دعوة صديق لتناول القهوة للحديث عن مشروع
جديد للعمل". ولكن هل تمر هذه الأعذار والأكاذيب على المرأة العصرية؟
الجواب هو لا بالطبع لأن المرأة ايضا اصبحت لديها وسائل متاحة للكشف عن كذب
الرجل وانكاره للخيانة، لكن بالنسبة للمرأة مازال الأمر يحتاج الى مزيد من
الجرأة للمواجهة.
المرأة تخون لأن الرجل يدفعها لذلك:
قالت الدراسة انه تم سؤال نحو ثلامائة امرأة في مدينة ساو باولو للاجابة عن
سؤال فيما اذا كن قد خن أزواجهن والسبب وراء ذلك بشرط عدم الكشف عن
هويتهن، وتبين بأن تسعين امرأة من بينهن قد خن أزواجهن لمرة على الأقل، وعن
السبب قالت ستة وثمانون امرأة ممن خن أزواجهن بأنهن لجأن لذلك لتأكدهن من
خيانة أزواجهن لهن باستمرار، ومع عدم نفع كل الأساليب التي استخدمتهن لمنع
أزواجهن من الخيانة لجأن هن ايضا الى نفس الأسلوب كمجرد انتقام من خيانة
الأزواج.
وأضافت الدراسة بأن هذا يدل على أن الرجل في معظم الأحيان يعتبر السبب
الرئيسي للخيانة الزوجية. فهو يخون ولايبالي ولايهتم بالسمعة الاجتماعية
والعائلية على الرغم من انكشاف أمره. لكن خيانة المرأة ربما تبقى سرا للأبد
لاينكشف ويذهب للقبر مع المرأة.
ان كانت الخيانة الزوجية شطارة
فالمرأة هي الأشطر:
أكدت الدراسة بأن الرجل يكشف عن نفسه وبسهولة ان كان يخون مهما طال الزمن.
لكن المرأة يمكن بذكائها أن تخون وتخون ومهما طال الزمن دون أن يلاحظ الزوج
أي علامة. حتى أن العامل الفيزيولوجي هو في صالح المرأة. فالرجل الذي خان
زوجته طوال النهار لايستطيع اظهار تلك الفحولة في الليل لاشباع الرغبات
الحميمة لزوجته لأن العامل الفيزيولوجي لن يساعده وهذا وحده كاف لأن تشك
المرأة وتكتشف الخيانة بينما المرأة التي لاتحتاج لأي جهد لاظهار الفحولة
يمكن أن تشبع رغبات زوجها حتى وان كانت قد خانته مع عشرين رجلا خلال
النهار.
وقالت الدراسة ان هذه الأمور هي من أسرار الخلق. وبالرغم من هذه القدرة
الكبيرة للمرأة فان آخر شيء تفكر به هو خيانة من تحب. أما الرجل الذي لاحول
له ولاقوة في تحدي شطارة المرأة فهو يوقع نفسه في برك مياه وهو لايجيد
السباحة لتخليص نفسه.
وأضافت الدراسة انه انطلاقا من هذه الحقائق فان الرجل هو المتهم دائما
بالتسبب بالخيانة الزوجية، ان كان ذلك بسبب طبيعته كذكر أو بسبب العيوب
الكثيرة فيه والفانتازيا الجنسية التي تسيطر على تفكيره عند الالتقاء بأي
امرأة حتى وان كانت اقل جمالا من زوجته.
آراء متخصصة:
الطبيبة النفسانية ميليزا دوس سانتوس (58 عاما) صاحبة احدى أشهر عيادات
الطب النفسي في مدينة ساو باولو قالت لسيدتي ان الخيانة الزوجية لاتقتصر
على الرجل فقط بالرغم من أنه ميال أكثر لممارستها وبررت فكرتها بالقول ان
الثورة التحررية للمرأة منذ بداية الستينات قد جعلت المرأة أيضا عرضة
للوقوع في مطب الخيانة والتعددية في العلاقات الحميمة تعويضا عن عهود طويلة
من الكبت والحرمان والقهر الذي مارسه عليها الرجل.
وأضافت /ميليزا/ بأنها كأمرأة تؤمن كثيرا بأن من يبدأ الخيانة هو الرجل
ولكن ذلك لايبرر ولابشكل من الأشكال لجوء المرأة لنفس الأسلوب من أجل
الانتقام. فالخيانة لاتدخل ضمن اطار شرعي مع فكرة الانتقام. والحل هنا يكمن
في أن ترفض المرأة في مواصلة الحياة الزوجية مع رجل يخونها والعكس صحيح
ايضا.وتابعت تقول بأنها لاتريد تبرئة ذمة أحد في موضوع الخيانة الزوجية لأن
آثارها على الزوجين مدمرة بشكل متساوي. أما موضوع قبول المرأة لخيانة
الرجل لها وعدم قبول الرجل خيانة المرأة له فهو أمر متعلق الى حد كبير
بالفروق الكبيرة بين الهرمونات الذكرية والأنثوية. وكذلك فان مايهم المرأة
في هذا الأمر هو تقبلها من الناحية العاطفية أم لا. لكن الرجل لايتقبل أبدا
انطلاقا من فكرة سيطرة الفانتازيا الجنسية المتضخمة في مخيلته وصعوبة تصور
وقوع زوجته في أحضان رجل آخر.
أما الطبيب النفساني بينيديتو جونيور (44 عاما) فقال ان موضوع الخيانة
الزوجية مازال يحير علماء النفس والاجتماع على حد سواء منذ الأزل. وطرح عدة
أسئلة بالقول: لماذا يخون رجل زوجة في غاية الجمال والأناقة والرشاقة؟
لماذا لايستطيع الرجل أو بالأحرى يتمكن من السيطرة على الفانتازيا الجنسية
في رأسه؟ لماذا أبدى الرجل وفي جميع العهود ميولا نحو التعددية في العلاقات
الحميمة؟
وأضاف بأن كل هذه أسئلة مازال علم النفس الحديث يحاول الاجابة عليها. وأوضح
بأنه على الرغم من أن العالم النفسي الشهير /فرويد/ حاول شرح بأن العالم
مبني على فكرة الجنس فان ذلك لايبرر الخيانة الزوجية. فالمتزوجون لهم حرية
المعاشرة كما يشاؤون ومتى يشاؤون ومع ذلك هناك خيانة زوجية. فالموضوع أعمق
من مجرد المخيلة الجنسية للرجل أو المرأة ويذهب الى أبعد من ذلك بكثير،
ربما الى فكرة ارضاء الذات الأنانية، لأن مرتكبي الخيانة الزوجية غالبا
ماتكون لديهم نزعات أنانية أو ربما لاثبات الذات بالنسبة للرجال ونشر
الأنوثة بالنسبة للمرأة. انها مجرد طروحات، لكن الأسباب قابلة للأخذ
والعطاء الى مالانهاية. وربما يأتي يوم ويكتشف فيه العلماء وجود فيروسات
دماغية مازالت مجهولة بالنسبة للعلم مسؤولة عن الخيانة الزوجية وتعددية
العلاقات الحميمة للجنسين