الصمام
الميترالي بمثابة همزة الوصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، وهو
يتكون من
وريقتين أماميةوخلفية؛ متصلتين بحلقة الصمام من جهة، ومن جهة أخرى
بأوتار تنتهي
بعضلات حلمية تمنعانزلاق الوريقات أثناء انقباض القلب، مع العلم بأن
الوريقة
الأمامية أكبر منالوريقة الخلفية حجما وأكثر من الناحية الديناميكية أهمية،
وتكون على
اتصال منالناحية التشريحية بالصمام الأورطي وجذر الشريان الأورطي نفسه.
أسباب أرتخاء الصمام
الميترالي
ارتخاء
أو ارتجاع الصمام الميترالي أحد أمراض صمامات القلب، اكتشفه في
منتصف عام
1960م طبيب من جنوب أفريقيا، وهو مرض شائع بين النساء أكثر
من الرجال ،
كما يمكن أن يكون هذا العيب موجوداً منذ الولادة؛ حيث تلعب الجينات
الوراثية دورا
مهما في تكوينه.
ويحدث
المرض بسبب طول وليونة وريقات الصمام الميترالي، وهذه الوريقات
تتحرك إلى
داخل الأذين الأيسر أثناءانقباض البطين الأيسر، وقد يكون الارتخاء
شديدا مما
يؤدي إلى ابتعاد الوريقات عنبعضها البعض بدل أن تكون متقابلة
ومحكمة
الإغلاق وهذا ما يسمىبالارتجاع.
آلية
حدوث ارتخاء الصمام الميترالي
تنشأهذه
الحالة نتيجةعدم قدرة الصمام الميترالي على الانغلاق الكامل في فترة
انقباض البطين
الأيسر، ممايترتب عليه تسرب كمية من الدم عائدة من البطين
الأيسر إلى
الأذين الأيسر، وبالتاليقلة كمية الدم الاجمالية التي يضخها البطين الأيسر
إلى الشريان
الأورطي ومن ثم إلىالدورة الدموية الكبرى
تشخيص ارتخاء الصمام الميترالي
يتم تشخيص الصمام
الميترالي المرتخي عن طريق الفحص السريري الاكلينكي،
بالإضافة إلى
فحص القلبوصماماته بالموجات فوق الصوتية والدوبلر، ويمكن
تأكيد التشخيص
عن طريق
الأشعة
السينية للصدروالقلب، والتي يظهر فيها تضخم البطين الأيسر والأذين الأيسر.
تخطيط القلب الكهربائي.
-الفحص
الدوبلري للقلب، والذي يعتبر من أفضل وأهم الفحوص الطبية، فعن طريقه
يتم معرفة
حالة الصمام الميترالي بدقة، وكمية الارتجاع وحجم غرف القلب
ووظائفه وخاصة
البطين الأيسر، وهذايمكن الطبيب المعالج من اختيار الوقت
الملائم لأي
تدخل لإصلاح الصمام أو تغييره.
-القسطرة
القلبية وقسطرة الشرايين التاجية: وهذا النوع من الفحص يحتاج إليه
المريض الذي
تجاوزالأربعين من العمر، وذلك حتى يتم استبعاد أمراض تصلب
الشرايين
التاجية وتضيقاتها،كذلك إذا كان الارتجاع الميترالي بسبب إحتشاء قلبي
فإن قسطرة
الشرايين التاجية تكونلازمة وذلك لتعيين مناطق الانسداد والتضيق في
هذه الشرايين
تمهيدا لاصلاحها
أعراض ارتخاء الصمام الميترالي
تعتمد
الأعراض المرضية على شدة الضيق والارتجاع، كذلك على وجود أمراض
قلبية أخرى؛
فإذا كانت كميةالارتجاع بسيطة فالمريض هنا عادة لا يشكو من أعراض
واضحة كثيرا،
بل إن تشخيص هذه الحالات يكون قد تم بمحض الصدفة عن طريق
الكشف
الكلينيكي من أجل الحصول على وظيفة،أو لإجراء نوع من العمليات الجراحية.
أما في
حالات الضيق المتوسط والشديد فإن المريض يعاني من أعراض عدة
وخاصة عند
القيام بمجهود عضلي،
وأهم هذه
الأعراض ما يلي
آلا م مبهمة بالصدر ولا علاقة
لها بأي مجهود.
- خفقان القلب، أي عدم
انتظام ضربات القلب وينشأ عادة كنتيجة لتسارع نبضات
القلب أو
اختلال نظمه، وخاصة إذحدثت حالة الارتجاف الأذيني، والتي هي
إحدى
المضاعفات المعروفة لمرض الصمام الميترالي.
- فتور
وخمول عام بالجسم، وتدني القدرة على بذل الجهد، ويحدث ذلك نتيجة نقص كمية
الدم الذي يضخه البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي والدورة الدموية.
-
نوبات حادة من ضيق في التنفس قد توقظ المريض من النوم، وخاصة إذا كانت
حالة الارتجاع
شديدة، وأداء البطين الأيسر لوظائفه الانقباضية متدنية فيحدث
الاحتقان،
وإذا كانت حالة تضيق الصمام شديدة فربما يحدث ضيق التنفس أثناء الراحة
أيضا.
-
نوبات من الدواروالدوخة ناتجة عن نقص كمية الدم التي يستطيع القلب ضخها.
السعال الذي
غالبا مايصاحب ضيق التنفس.
- يشكو
المريض في الحالات المزمنة من تورم القدمين والساقين، وآلام بالمنطقة
اليمنى العليا
من البطن بسبب احتقان وتضخم الكبد، وهذا أخطر مضاعفات قصور
الجانب الأيمن
للقلب.
-
انتفاخ البطن الناتج عن الاستسقاء البطني، وقد يشكو المريض من سوء الهضم
وتدني الـوزن
وعـدم القـدرةعلـى بذل الجهد.
-
البصاق الرغوي المختلط بالدم وأحيانا ينفث المريض الدم خاصة مع السعال.
أسبا ب تضيق وارتجاع الصمام الميترالي
هناك
العديد من الأسباب المؤدية للإصابة بارتجاع الصمام الميترالي، ومن هذه
الأسباب:
الحمى
الروماتيزميةالتي تصيب القلب ومرض الشريان التاجي وخلافه..،
وتعد السبب
الرئيسي للإصابة في حوالي 95% من الحالات
تضيق الصمام الميترالي خلقة.
- انزلاق الصمام
الميترالي: وفي كثير من هذه الحالات يكون ذلك مصحوبا بضعف
كفاءة الانغلاق الميترالى وقت انقباض البطين الأيسر ومن
ثم حدوث الارتجاع الميترالي.
- اتسـاع البطين الأيسروتغير شكله وهذا ناتج عن مرض
اعتلال العضلة القلبية التوسعي.
- التهاب الصمام الميترالي البكتيري أو الفطري، وخاصة
إذا كان به تلف سابق.
- بعض أمراض النسيج الضام كمرض الذئبة الحمراء ( sle )
أو الروماتويد ( ra ) أو
روماتيزم العمـودالفقاري التصلبي، والتي تكون مصحوبة
بارتجاع الصمام الميترالي.
- تدهور في وظائف الصمام الميترالي بحيث تتليف وتتكلس
بسبب الشيخوخة.
يحدث التكلس ومن ثم الارتخاء بالصمام مصحوبا بمرض القصور
الكلوي
المزمن نتيجة زيادة تركيز الكالسيوم المؤين بالدم،
وينشأ هذا عن اضطراب
في وظائف الغدد المجاورة للغدة الدرقية.
- احتشاء عضلة القلب وخاصة إذا كانت إحدى العضلتين
الحلميتين الموجودتين
بالبطين الأيسر اللتين يخرج منهما الأربطة الوترية التي
تضبط حركة الصمام الميترالي مرتخيتين
(أو أصبحت
حركتهمابطيئة أو أصبحتا متكلستين).
- وجود ورم أو خثرة دموية بالأذين الأيسر تقفل الصمام
الميترالي.
مضاعفات
الإصابة بارتخاء الصمام الميترالي
هناك
العديد من المضاعفات التي تحدث ومن أهمها
الالتهاب
الشعبي والرئوي المتكرر.
قصور القلب الاحتقاني على الجانب الأيسر ومن ثـم الجانب
الأيمن، إذا كان
هبوط الجانب الأيسر مزمنا.
هبوط الجانب الأيمن للقلب الناتج عن ارتفاع ضغط الشريان
الرئوي المزمن،
وهذا ينتج عنه قصور مزمن في وظائف الكبد.
حدوث خفقان بالقلب،ومعظم نوبات الخفقان من النوع الحميد
الذي لا يحتاج
إلى أي نوع من العلاج، لكن هناك نسبة ضئيلة من المصابين
بأنواع خبيثة من
الخفقان قد تتعرض حياتهم للخطر، وهذه الحالات تكون في
العادة مصابة بدرجات
شديدة من الارتخاء ومصحوبة بقصور شديد وبضعف في عضلة
القلب وقصور
في أداء البطين الأيسر والأيمن.
الاحتشاء الرئوي والذي يحدث نتيجة ركود حركة الدم في
الأوردة وذلك في حالة الهبوط
بالجانب الأيمن للقلب، وبالتالي تتكون الخثرات الوريدية
وتنقل أجزاء منه للرئتين
مع الدم الوريدي لتعمل عمل السدادة فتسد مجرى إحدى
الشرايين الرئوية ومن ثم
تحدث حالة الاحتشاءالرئوي.
إصابة الصمام بالتهابات
بكتيرية وخاصة عندما يتعرض المريض لأنواع مختلفة من
العمليات مثل تنظيف الأسنان أوخلعها مما يسبب دخول
بكتيريا من الفم إلى الدورة
الدموية واستقرار تلك البكتيريا على الصمام الميترالي،
وهذا يسبب نوعا من الالتهابات
بالصمام والغشاءالداخلي للقلب، وهذا النوع من مضاعفات
ارتخاء الصمام الميترالي
قد يشكل خطورة على حياة المريض
علاج الإصابة بارتخاء الصمام
الميترالي
معظم المصابين بارتخاء
الصمام الميترالي لا يحتاجون لأي نوع من العلاج، وفي
حالة وجود تسريب طفيف أو متوسط بالصمام فإن المصاب
يحتاج إلى وقاية لحماية
الصمام من الالتهاب الجرثومي وذلك بتناول مضاد حيوي عن
طريق الفم في غالب
الأحيان قبل إجراء أي نوع من العمليات،أو عند زيارة
طبيب الأسنان لإجراء تنظيف
أو خلع للأسنان، وذلك قبل فترة من إجرائها.
لكن هناك نسبة ضئيلة من المرضى قد يحتاجون لنوع خاص من العلاج
وذلك عن طريق
توسيع الصمام بالقسطرة
البالونية.
- إذا كان تضيق الصمام مصحوبا بارتجاع بسيط وكان الصمام
غير متكلس فيمكن
إصلاح الصمام
جراحيا.
- إذا كانت الحالة مصحوبة بارتجاع شديد وحالة الصمام
بصفة عامة سيئة نتيجة
لعجز في إغلاق
هذا الصمام،فقد يحتاج هؤلاء المرضى لإجراء جراحة القلب المفتوح
لإصلاح الصمام
أو تبديله بآخرصناعي معدني أو نسيجي.
- عند النساء في فترةالحمل والولادة يتم تغيير الصمام بصمام بيولوجي، أو عن
طريق
إصلاحه جراحيا
حتى يتم تفادي استعمال العقاقير المضادة للتخثر كعقار
الكومادين
(الوارفرين)، وذلك لتأثيره الضار على الجنين وخاصة في الشهور
الثلاثة
الأولى من الحمل.
-إذ كان المريض مصابا بقصور في الجانب الأيسر أو الأيمن للقلب فإنه عادة ما
يحتاج لتناول
مدرات البول الحلقية وخاصة في حالات الاحتقان الشديدة.
- يعالج المرضىالمصابون بالخفقان الشديد والمتكرر والناتج عن اضطرابات
كهربائية
خطيرة
والمصحوبة بأعراض مزعجة أو خطيرة مثل الدوخة أو فقدان الوعي بواسطة
العقاقير
الطبية الخاصة،أو بواسطة زرع بطارية كهربائية لتنظيم ضربات القلب
وذلك حسب
نوعية الخفقان.
- يحتاج المرضى المصابون بأعراض ناجمة عن انسداد الشرايين الدقيقة للمخ أو
العين
كمضاعفات
لارتخاءالصمام الميترالي، وزيادة تجمع وتكدس الصفائح الدموية على الصمام
الميترالي
المرتخي يحتاج هؤلاء المرضى إلى الوقاية من تكرار ما سبق، وذلك
بإعطائهم جرعة
صغيرة من دواءالأسبرين لمنع تجمع الصفائح الدموية.
- يحتاج المرضى المصابون بتسريب في الصمام الميترالي مهما اختلفت درجة
التسريب أو
الارتجاع إلى إجراء بعض العمليات مثل: خلع الأسنان أو تنظيفها،
أو عمليات
الجهاز الهضمي، أوعمليات للجهاز التناسلي لدى المرأة ...، فهؤلاء
يحتاجون إلى
وقاية القلب والصمامات من الالتهاب الميكروبي للصمام عن طريق
أخذ مضادات
حيوية قبل إجراء العملية بفترة وجيزة.
وختاما فإنه من الضروري فحص جميع أفراد عائلة الشخص المصاب بارتخاء
الصمام
الميترالي خاصة في حالاتالارتجاع الشديد، كذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب
ليعيش المصاب
حياة طبيعية؛ ونذكرأن ارتخاء الصمام الميترالي ليس مرضا
مخيفا إذا
وجدت المتابعة اللازمة.