سلسلة تاريخ برشلونة { 2000 - 2009 } لسنة .. 2008 "

المقال التاسع من سلسلة عشرة سنوات من تاريخ البارسا (
2000-2009 ) مخصص لسنة 2008 التي شهدت عزل فرانك رايكار في جو أزمة
مؤسساتية إثر حجب الثقة و بطبيعة الحال وصول بيب غوارديولا في دور المنقذ
.


وجدت البارسا
بعد هزيمتها أمام الميرنغي في الكامب نو بعيدة عن الصدارة ب 7 نقط و لم
يعود لديها الحق في ارتكاب أي خطأ إن هي أرادت الحفاظ على حظوظها في اللحاق
بمتصدر الليغا عدوها الأزلي ريال مدريد .




أول مباراة
للبارسا في الليغا سنة 2008 كانت في لعب مايوركا . حصل البلوغرانا على
النقط الثلاثة بصعوبة و بدون لعب مقنع . في برشلونة ، لم يعود شعار " الفوز
بتقديم لعب ممتع " هو شعار الفريق . في ظل الأجواء المتوترة و كثيرة
المشاكل في الفريق ، الانتصارات الصعبة بدون مذاق صارت ترضي تماما الجماهير
و اللاعبين و المدرب .

و تصريحات ايتو أكدت هذه الفلسفة الجديدة ، حيث قال
الكاميروني :

" يجب علينا أن نفوز و نفوز و نفوز و لا يهم كيف . يجب أن نؤمن
بالفوز لأن الوقت الذي كنا نفوز بسهولة صار خلفنا "



صحيح أنه تصريح
براغماتي لكن لا يمنع انه ينم عن الاستسلام و الإحساس بالعجز .



في أوقات الأزمة
تلك ، كانت الصحافة لا تسكت و تستمتع بنشر "فضائح " البارسا . بدأت بقضية
رونالدينيو . لم يعود البرازيلي إلا ظلا لنفسه منذ بداية موسم 207-2008 و
كانت الأمور لا تزداد الا سوءا بالنسبة له . أخر ظهور له مع الفريق يعود
للكلاسيكو . و في الكواليس ، كان يتردد بهمس أن الساحر البرازيلي ( و معه
ديكو ) الذي أعلن أنه مصاب ، ليس مصابا و لا شيء في الواقع .




في الوقت الذي
كانت فيه البارسا في سفر إلى اشبلية، وقع حادث في الفندق حيث نزل الفريق .
منهم أطراف الحادث ؟ فرانك رايكار و بعض لاعبي الفريق الذين باغثهم المدرب
الهولندي و هم يشككون في اصابة لاعبيه : رونالدينيو و ديكو .





وجد رايكار نفسه مجبرا على الدفاع عن لاعبيه ، حيث قال
:

" إذا كان هناك احد لا يصدق ان روناليدينيو و ديكو مصابين
فليقولها علنا " .


و كأن ذلك لا
يكفي ، شوستر مدرب ريال مدريد سكب الزيت على النار بتصريح إعلامي مدوي حيث
قال أن تاريخ البارسا يشهد بأنه لا تتعامل جيدا مع لاعبيها الكبار . و صرح
مدرب الميرنغي أنه خرج من البارسا من الباب الصغير حين كان لاعبا فيها و
ختم تصريحه قائلا : أتفهم روناليدينو " .


و لنترك جانبا
ما يجري في الكواليس و الاشاعات الصحافية لكي نعود للمهم : الجانب الرياضي .



وجد البلوغرانا
أنفسهم بعيدين عن الصدارة ب9 نقط بعد خيبة أمل جديدة أمام بيلباو ( 1-1 )
في حين واصلت مدريد سلسلة انتصاراتها في عقر دارها بالانتصار الثاني على
التوالي في البيرنابيو أمام فياريال .


وضعية كارثية
بدا أمامها البعض يطالب البارسا بأن تنسى الليغا لكي تركز على كاس الملك و
طبعا دوري الأبطال ، المنافستين اللتين لازالت البارسا تنافس فيهما و لها
حظوظ فيهما .


و من خلال
منافسة الكوبا بالتحديد سوف يعود الأمل من جديد . متألقين خلال مباراة
الإياب في برشلونة أما فياريال ( 1-0 ) ، استمتع البلوغرانا بوقت فرح
بتأهلهم لنصف النهائي حيث سيواجهون فالنسيا . في نفس الفترة ، ربح الكتلان 3
نقط بفضل فوزهم الصغير حين استقبالهم لأوساسونا . وسط الألم يبزغ النور .
هذا كان شعار محبي البارسا بعد تلك المباراة الصعبة التي عانى فيها لاعبو
البارسا بشدة . فوق ارضية ملعب غارقة بطوفان الأمطار التي تتهاطل ، عانى
رجال رايكار ، و لعبوا بطريقة سيئة لكنهم انتزعوا الفوز ،مقلصين الفارق ل7
نقط بينهم و بينهم الميرينغي الذين هزموا في ملعب ألميريا .



كان هذا كافيا
لكي تستعيد الصحافة و محبي البارسا حماسهم و أملهم : هذه البارسا لديها ما
يلزمها من قوة الشخصية لكي تعود للصدارة إلى جانب خصمها التاريخي . أكثر من
ذلك ، هي قادرة على استعادة لقبها بطل اسبانيا بنفس الطريقة التي سرقه
منها ريال مدريد الموسم السابق : يجب أن نبين عن تضامن كبير في اللعب و
ليذهب اللعب الجميل إلى الجحيم .




تواصلت سلسلة
النتائج الجيدة في المباريات الموالية . فإذا لم تنتزع البارسا من سفرها
الصعب لملعب سانشيز بيزجوان سوى نقطة واحدة ، فإنها حققت الفوز في مبارتين
خارج ملعبها . مباراة في ملعب سرقسطة ( 2-1 ) حيث سجل رونالدينيو هدف الفوز
في نهاية المباراة من ضربة جزاء اثارت الجدل . مباراة تميزت ايضا بالأداء
الرائع لميليتو الذي تصرف كالقائد الفعلي لدفاع البارسا على حساب بويول .
في نفس الوقت ، انهزم الميرينغي على يد اشبيلية و لم يعود الفارق بينهم و
بين البارسا سوى 5 نقط .




في برشلونة كانت
هناك إشاعة جديدة تكبر و تكبر مثل كرة الثلج و مع كبرها تكسب اهمية و
مصداقية : يدور الحديث حول قدوم " سبيشيل وان " كخليفة بفرانك راكار في
موسم 2008-2009 . اشاعة مزقت محبي للبارسا إلى قسمين . هناك مجنونو اللعب
الجميل المناهضين بشدة لقدوم مدرب معروف بأسلوب لعبه الدفاعي الحديدي . و
في الجهة الاخرى " المستعجلين على النتيجة " الذين يريدون بكل بساطة أن
يعود فريقهم الذي يعشقونه إلى الألقاب مهما كانت الطريقة .



و زاد حجم
الإشاعة حين علم أن الاستاذ يوهان كرويف ، رجل الظل للابورتا في البارسا ،
المعروف بمعارضته لقدوم مورينيو ، وقع عقدا لكي يصير المدير التقني للأجاكس
( في آخر المطاف لن يرحل بسبب سوء تفاهم بينه و بين فان باستن المدرب
المقبل للأجاكس ) .


في 20 فبراير ،
لبارسا التي استعادت روحها بفضل الانتصارات المتتالية الأخيرة ، واجهت
سيليتك بارك. و عاد البلوغرانا من اسكوتلاندا بفوز صعب ( 3-2 ) لكن النقط
التي جلبت الرضا متعددة : رونالدينيو استعاد بعض لياقته و المجموعة قدمت
لعبا جميلا رغم دفاع متخلخل .




في الليغا (
الجولة 25 ) تواصلت عملية "رومانتادا " . حل ليفانتي ضيفا على البارسا في
الكامب نو و بهدله الكتلان في كامل ثقتهم في أنفسهم بحصة 5-1 . كانت الفرحة
في قمتها في صفوف الفريق البرشلوني ، على شاكلة تلك اللقطة التاريخية حين
أخذ صامويل ايتو ألة تصوير من صحفي يشتغل في الموندو ديبورتفيو لكي يصور
بنفسه بويول و بوجان .



عادت الابتسامة
إذن للمجموعة البرشلونية خصوصا و ان البارسا لم تهزم بعد خلال سنة 2008 بعد
إجرائها 14 مباراة . ريال مدريد التي هزمت أمام خيتافي بهدف يثير الضحك ،
ذاب تقدمها في الترتيب مثل قطعة من الثلج : 2 نقط فقط تفرقها عن خصمها
التاريخي .


كل شيء إذن على
ما يرام في البارسا لكن ليس لمدة طويلة للأسف . شهر فبراير الذي كان شبه
مثاليا لم يعرف غير نتيجة سلبية واحدة للبارسا في عقر دارها و كانت أمام
فالنسيا في منافسة كاس الملك ( 1-1 ) . رغم قوة إرادتها لم تستطيع البارسا
سوى الرضوخ أمام الدفاع الحديدي لفالنسيا بقيادة الناري هيلديبراند . لاعبو
كومان الذي ن كانوا عاجزين تماما عجوميا ، سجلوا من الفرصة الوحيدة التي
أتيحت لهم في المباراة .كانت عملية سرقة شبه مثالية لأن تشافي منح الأمل
لفريقه في نهاية المبااة بتسجيله هدف التعادل و هدفه الثالث في الموسم بعد
هدفيه في مرمى اشبيلية و أوساسونا .




المباراة
الموالية في ستكون بداية النهاية في الليغا على الأقل بالنسبة لرجال رايكار
. في مباراتهم في ملعب فيسانتي كالديرون ، قدم الكتلان أداء كارثيا في
مباراة تعتبر من بين أكبر اخطـاء المدرب الهولندي طيلة مشواره في البارسا .
فقد كان يرغب في اراحة لاعبيه استعدادا لاستقبال سيلتيك ثلاثة ايام بعد
هذه المباراة ،و بالغ رايكار في تطبيق سياسة تدوير الفريق : ترك يايا توري
في منزله في يحن بدأ ميسي المباراة على دكة الاحتياط و جعل روناليدنيو الذي
لازال يسترجع لياقته البدنية يلعب في قلب الهجوم و هو المركز الذي يحد من
امكانياته . كانت هزيمة ثقيلة ( 4-2 ) . ريال مدريد الذي هزم بصعوبة
ريكرياتيفو استعاد فارق 5 نقط على البارسا . كان يجب إعادة كل شيء . في هذا
الجو الكئيب في البارسا ، تأهل الكتلان لربع نهائي دوري الأبطال بهزمهم
لسيلتيك ( 1-0 ) و لكن تكبدوا خسارة كبيرة : ميسي الذي اصيب و يغيب عن
الملاعب لمدة شهر و نصف . حزن و خيبة أمل في برشلونة .





صار مستقبل
البارسا غامضا أكثر من أي وقت مضى و لم يكون محبو البارسا يتخيلون أن مسقبل
ناديهم يحدد حينئذ داخل الهيئات المؤسساتية للنادي . فقد بدأ مسؤولو
البارسا يصرفون النظر عن مورينيو و بدأ اسم جديد يتردد بالهمس : بيب
غوارديولا الاسطورة الحية لنادي برشلونة و مدرب البارسا أتليتيك . لكن محبي
البارسا منقسمين بخصوصه إلى فئتين : اكيد أن بيب يعرف أكثر من أي كان
البارسا و لكن هل ليس قليل الخبرة بشكل كبير لكي يتقلد مهمة تدريب فريق
ناديه يتمتع بشهرة عالمية تتجاوز ما هو رياضي ؟ هل ممكن للبارسا أن تستحمل
موسما ثالثا خاليا من الألقاب ( على اعتبار ان مسيرة الفريق تتوقف في نسف
النهائي او نهائي دوري الأبطال في هذا الموسم الأسود و أن البارسا في
الموسم الأول لبيب لن تفوز بأي لقب ) ؟


في كواليس
البارسا ، هذا ما كان يشغل النادي بالنظر لأن الجميع نفض يديه من بارسا
2007 -2008 و لم يعود ينتظر منها شيئا .


و بالفعل ،
بينما النقاشات على أشدها في إدارة النادي ، انهزم البلوغرانا في عقر دارهم
أمام فياريال ليتوسع الفارق بينها و بين ريال لمدري إلى 8 نقط . و أقصيت
الكتلان بطريقة مهينة في كاس ملك اسبانيا في مباراة الإياب أمام فالنسيا .





عودة لمسلسل
رونالدينيو . البرازيلي الذي كان البعض يأمل عودته لمستواه في فبراير –
مارس ، عاد مجددا لجنونه . المريض الوهمي كما يسميه البعض ، كان يعيش لحظات
سيئة مع رايكار سماه البعض بالطلاق :لم يستدعيه الهولندي للمباريات
الثلاثة الأخيرة وعلاقته بالنادي تزداد سوءا .


المدرب الهولندي المعروف بتكتمه ، اعترف بطريقة غير رسمية و
لكن علانية بأنه الفعل توجد " قضية رونالدينيو " ، حيث قال :



" بالفعل ، هناك أشياء تقع في غرفة الملابس لكنها تبقى في دائرة
محدودة . خارجها و أساسا في الندوات الصحفية أمام الصحفيين ، هدفي هو فقط
الدفاع عن لاعبي فريقي " .


استعاد
البلوغرانا بعض الفرح بعد فوزهم أمام فياريال ب4-1 لكن كوابيسهم عادت مجددا
بهزيمتهم الغير مفهومة في ملعب بيتيس ( 2-3 ) في الوقت الذي كانوا فيه
متقدمين ب 2-0 .


في قمة الغضب ،
ذهب بعض محبو الفريق إلى لاماسيا يحتجون على اللاعبين . صارت البارسا في
الرتبة 3 إذ تجاوزتها فياريال .


على المستوى
الأوروبي ، ، رغم الأداء الرديء في الليغا ، واصلت البارسا مشوراها في دوري
الأبطال . و ذلك بفضل فوزها الصغير و الصعب في ربع النهائي في ملعب شالك
04 المتواضع . غير أن هذا الفوز لا ينبغي أن يخفي الثغرات العديدة :
التمركز المتقدم للفريق بأكمله و تمرير عقيم للكرة بين اللاعبين يفشي عن
ضعف كبير في أسلوب اللعب . كما كان الحال عدة مرات خلتل هذا الموسم حين
تلعب خارج قواعدها / كانت البارسا قريبة من الانهيار . لكن ، هذا لا يمنع
أن الكتلان كانوا قريبين من نصف النهائي ، رغم ان محبي البارسا فقدوا كل
أمل في هذا الفريق و لم يعودوا ينتظرون منه شيء : وصول البارسا لنصف نهائي
دوري الابطال مجرد حادث عارض و صدفة .




باقتراب نهاية
الموسم كثرت الإشاعات حول الصفقات : لا احد يتكلم عن اللاعبين بل عن المدرب
. جوزيب غواريولا المتألق في تدريب فريق البارسا أتليتيك ، صار اسمه أكثر
يتردد بقوة اكبر كخليفة لرايكار . هذا الاخير كان لازال بإمكانه إنقاذ رأسه
لو فاز بالليغا أو بدوري الأبطال . و لهذا صار خيار بيب غوارديولا هو
المفضل . لو فاز رايكار بلقب ، سيبقى بيب في البارسا اتليتيك . و في حالة
فشل الهولندي ، الأسطورة "4 " سيتقلد مهمة قيادة الفريق الأول .



جاهزية بيب
كيفما كانت السيناريهوات راقت كثيرا لمسؤولي البارسا ، خصوصا , ان بيب ابن
الدار و يعرف يجدا فلسلفة النادي . و بالتالي ، صار خيار مورينيو يبتعد كل
يوم أكثر : البرتغالي كان في حاجة لجواب واضح في أسرع وقت ممكن لا يمكنه
الانتظار لغاية نهاية الموسم (التي ستحدد مصير رايكار ) للحصول على جواب
نهائي .




يوم 6 أبريل
سيبقى للأبد كأحد الايام الاكثر سواد في ولاية لابورتا . فريق البارسا شبه
ميت لم يستطيع تحقيق أكثر من التعادل في الكامب نو أمام خيتافي . حصل
اللاعبون على عدة فرص للتسجيل تصدى القائم لثلاثة كرات غير أنهم عجزوا عن
انتزاع الفوز و اكتفوا بتعادل مخيب 0-0 ، ثبت فياريال في مركزها الثاني في
ترتيب الليغا .


عند نهاية
المباراة ، انفجر غضب جماهير الكامب نو الذي قدم " بانولادا " حقيقية
لفريقه و لكن أكثر للابورتا . .


أيام قليلة بعد
ذلك ، تأهلت البارسا لنصف نهائي دوري الأبطال بإقصائها لشالك 04 في الكامب
نو ( 1-0 ) . وجد الكتلان كل الصعوبات في تسجيل هذا الهدف و قدموا عرضا
مؤلما لكل محبي البارسا خصوصا في الشوط الأول . أتى الفرج على يد الشجاع
يايا توري الذي سجل هدف المباراة . توري الذي يتلقى منذ عدة أسابيع حقن
مهدئة للألم لتأجيل خضوعه للعملية الجراحية حتى لا يحرم الفريق من خدماته
في هذه الفترة السوداء التي يمر منها .

حان الوقت إذن للامور الجدية و مواجهة مانشستير يونايتد التي تحظى
بأفضلية استقبال البارسا في مباراة اياب نصف النهائي .



المواجهة الأهم في الموسم اقتربت أخيرا : البارسا ستلعب على
وجودها في المنافسة الوحيدة التي لازالت حية ترزق فيها . كان أمام البارسا
خيارين : إما تتأهل للنهائي ، أو تكمل سلسلة النكسات في موسم بشع على كل
السمتويات و تعلن عن موتها .

في انجلترا قدمت
البارسا لعبا هجوميا عقيما . فقد الكتلان سلاسة اللعب و منهجية بناء
الهجوم و تكسرت أسنانهم على حائط الانضباط العسكري لرجال فيرغسون . قليله
او شبه منعدمة الفرص الهجومية التي أتيحت للإنجليز و السبب : كانوا غير
راغبين في اللعب . تأهلت المان يو للنهائي بهدف سجله الخالد بول سكولز .
انتهى عهد دريم تيم الثانية .


نهاية منطقية
لموسم كابوسي . محبو البارسا الاكثر تمسكا بالاحلام ، ظلوا يؤمنون و يأملون
في أن البارسا قادرة على ارتكاب " سرقة " ، سرقة موسم و ليس فقط سرقة
مباراة تأهل للنهائي كان سيكون " غير مشروع" بالنظر للمستوى الهزيل الذي
قدمه رجال رايكار منذ شهر أغسطس .


محبو البارسا
الاكثر تفكيرا منطقيا كانوا يعلمون أن البارسا لم تبلغ نصف النهائي سوى لم
يكون إلا حادثة سير في منافسة دوري الابطال . ففريق شالك 04 الذي واجهته
البارسا في ربع النهائي كان بدرجة ضعف يستحيل معها ألا يقصيه أي فريق كان .



اياما قليلة بعد
ذلك ، أنقذت البارسا ماء الوجه بدكها شباك الفريق الشبح فالنسيا ب6-0. في
نفس الوقت ، توج ريال مدريد رسميا بطلا لليغا .






في البيرنابيو
احترم الكتلان التزام لابورتا الذي طلب من فريقه أن يقوم بتحية الابطال
تشريفا لبطل اسبانيا لموسم 2007-2008 . سيكون ذلك بدون ديكو و لا ايتو
الذين اتهما بأنهما تعمدا تلقي بطاقة صفراء لتفادي مذلة الوقوف في ممر تحية
البطل " ايل باسيو " .


هذه المباراة
كانت ملخصا واضحا و معبرا جدا لما وقع طيلة الموسم . خجولين مثل الأطفال ،
كان الكتلان أضحوكة المدريديين خلال المباراة .


كما أنهم لم
يكفيهم الإذلال الذي تعرضوا له بوقوفهم في ممر تحية الأبطال ، أظهر لاعبو
رايكار أنهم ليست لديهن الرغبة في اللعب و لا القوة على القتال للمرة
الأخيرة لكي ينقذوا ما يمكن إنقاذه . تجولت ريال مدريد في المباراة أمام
البارسا التي تحتضر أكثر كل ما مرت الدقائق . الإحساس بالإهانة ، بالذل ،
بالأرض تتحرك تحت الأقدام : كل هذه الكلمات لا تكفي لوصف تلك الليلة
السوداء التي تعد الليلة الأكثر سواد في تاريخ البارسا الحديث و في تاريخ
محبيها .




و رسميا كانت
النهاية : رايكار خرج من البارسا في نفس الوقت الذي أعلن فيه عن اسم خليفته
: الأسطورة الحية للبلوغرانا بيب غوارديولا . و تم رسميا الإعلان عن موت
الدريم تيم 2 و دفنها .

**


المتشائمون سيسمون ما وقع بنهاية عهد ،أما المتفائلون ، سيقولون أنها فرصة
تدشين عهد جديد .




مهما كان ، نهاية موسم 2007-2008 ترك اثارا عميقة في البارسا .
فرانك رايكار ، المدرب المعروف بتكتمه و بحبه للحلول الوسطى التوافقية
انهزم في أخر المطاف ، هزمه الغرور اللامتناهي لنجوم فريقه مثل رونالدينيو ،
إيتو أو ديكو . فقد عجز رايكار عن الحسم ،و لم يكون يجد راحته في اتخاذ
القرارات القوية . لكن المدرب الهولندي ترك ابلوغرانا من الباب الكبير و
يشهد بذلك لقبا الليغا و خصوصا لقب دوري الابطال الثانية في تاريخ النادي .






لتعويضه ، بيب غوارديولا الأسطورة الحية لنادي برشلونة ، الرجل
الذي يتمتع شخصية مناقضة لشخصية رايكار ، يخوض مغامرة كبيرة غير محسوبة
بقبوله تدريب الفريق الأول للبارسا . " هو جاهز "
هذا ما قاله كرويف عنه في حديث خاص . جاهز لكي يتكلف بمجموعة مزقتها
الصراعات الداخلية و التي يبدو عليها أن فقدت كل شيء منذ تحقيقها الثنائية
ليغا – دوري الأبطال في 2006 .




تعيين جوزيب غوارديلا مدربا للبارسا لم يتم في هدوء ، بالعكس
تماما . فجوان لابورتا كان في قلب العاصفة . كان السوسيو غاضبين جدا من
الموسمين الأخيرين للفريق يعتبرونه أحد أهم المسؤولين عن الفشل الذريع
للنادي .


لم يقتصر الغضب من لابورتا على أحاديث في المقاهي بين محبين
للبارسا غاضبين . فقد امتد لكي يصل إلى أحشاء النادي . نادي برشلونة نادي
ديموقراطي و ككل مؤسسة ديموقراطية ،المسؤولون ملزمين بتقديم حسابات على
تصرفاتهم .




في 9 ماي 2008 ، قرر اثنان من السوسيو هما أوريول جيارلت و
كريستيان كاستيلفي أن يشرعا في مسطرة حجب الثقة ضد رئيس البارسا . كان على
الرجلين جمع 5882 توقيع لكي يستطيعا المطالبة بحج الثقة بواسطة تنظيم
استفتاء يشارك فيها كل السوسيو .


يوم التصويت ، 59،9 في المائة من السوسيو تحدوا لابورتا و
صوتوا بتخليه عن الرئاسة . هذه النسبة من الاصوات و لو أنها مهمة إلا أنها
قانونيا لم تكون كافية لعزل لابورتا . إذ يجب أن يطلب ذلك 2/3 السوسيو
لتحقيق ذلك . غير أن نسبة مهمة من الناحية المعنوية و تجبر على إعادة النظر
بشكل عميق .



حين انتهاء فرز الأصوات و فشل حجب الثقة ، أعلن الرئيس لابورتا
أنه سيبقى في منصبه لكنه سيطلب ثقة السوسيو في الجمع العام الذي سيعقد في
سبتمبر ( و الذي ستكون نتيجة التصويت فيه لصالح لابورتا ) . ما بين
الحدثين ، استقال 8 أعضاء من مجلس ادارة النادي كانوا من بين المطالبين
باستقالة لابورتا بعدما أن أعلن هذا الاخير بأنه لن يتخلى عن منصبه .




في تلك الأثناء ، بدأ بيب غوارديولا و تشيكي بيرغستاين
الاستعدادات للموسم المقبل . الرجل القوي الجديد في البارسا كان منذ
البداية جد واضحا حول نياته : يجب أن يعرف الفريق تغييرا مهما . ليس عدد
اللاعبين الذين سيتركون الفريق هم المهم ، بل اسمهم : رونالدينيو ، ديكو و
ايتو ، طلب من العمالقة الثلاثة لدريم تيم 2 أن يبحثا لأنفسهم عن فريق آخر
.


الرحيل الذي اثار الكثير من الكلام هو طبعا و كما هو متوقع
خروج البرازيلي . فقد كان روناليدينو وراء عودة الروح للفريق منذ 2004 ،
لكنه في نفس الوقت هو من بين احد المسؤوليين الرئيسيين عن احتضار الفريق و
الفضل الرياضي في 2007 ثم في 2008 .


فقد كان بيب يريد أن يبتر العضو المتعفن لكي يخلص جسم الفريق
من السرطان الذي ينخره . و رونالدينيو كان رمز التعفن الذي أصاب الفريق .



لم يعود البرازيلي حتى يحضر للتدريبات الفريق و رفض السفر مع
الفريق للعربية السعودية حيث كان الفريق سيجري مباراة ودية . في نفس الوقت ،
كانت المفاوضات بين البارسا و الميلان المستعد لاستقبال النجم البرازيلي .
في منتصف شهر يوليو ، تم التوصل لاتفاق مع الروسونيري : 21 مليون تضاف
إليها 4 مليون يورو كمتغيرات حسب النتاج التي سيحصل عليه رونالدينيو مع
الميلان . و طويت بذلك صفحة كبيرة من تاريخ البارسا .




أسابيع قبل ذلك ، جلب فريق الميلان ايضا زامبروتا . الايطالي
الذي لم يخفي أبدا رغبته في العودة لايطاليا ، لم يفلح أبدا في الانسجام مع
أسلوب الحياة في كتالونيا .


أسبوعان قبل ذلك ، خرج النجم الأخر الغير مرغوب فيه : ديكو .
البرتغالي كان اكثر واقعية وصرح منذ انتهاء الموسم بأنه لن يبقى في نادي لا
يرده وقعت شيلسي شيكا بقيمة 10 مليون يورو .



في نفس الوقت ،
عرف الفريق خروج لعض اللاعبين و لكن بدون ضجة إعلامية : ايدميلسون نجو
فياريال ، جيوفاني نحو توتنهام .


لاعب أخر حمل
حقيبته و رحل عن البارسا : أوليغير بريساس . فابن ساباديل عاش موسمين غير
جيدين حتى لا نقول رديئين و تم استقبال رحيله إلى الأجاكس بفرحة من قبل
العديد من محبي البارسا . 3 مليون يورو هو المبلغ الذي تسلمته البارسا
مقابل خروج هذا اللاعب الذي رغم كل شيء لعب دوري نهائي دوري الأبطال و كان
رسميا غير منازع فيه تقريبا خلال موسمي 2004-2005 و 2005-2006 .



بعدها أتى ملف
إيتو الذي كان اعقد الملفات المطروحة كلها .إذا كان خروج كل من رونالدينيو و
ديكو متوقعا منذ مدة طويلة بالنظر لضعف مستواهما ( و لو أن ديكو قدم أداء
لا باس به في أخر موسم له ) و خصوصا صدرت عنهما سلوكات غير مقبولة تماما
تسببت في مناخ عام مسموم في غرفة ملابس البلوغرانا . فحالة ايتو مختلفة
عنهما تماما . من الناحية الرياضية البحتة ، لا يمكن ان يعاب شيء على مستوى
ايتو . فقد تعرض لإصابة خطيرة( كما في الموسم الذي قبله ) لكن الأسد غير
المروض سجل رغم ذلك 16 هدف في 18 مباراة في الليغا .





لكن ، سبب مشاكل
ايتو هو صراحته و تصريحاته النارية التي تسببت في مشاكل داخل الفريق . لا
أحد نسي تصريحاته النارية في فيافرانكا أو غيابه حين تسليم جائزة كأس
السوبر الاسباني في مباراة الإياب ، حيث كان ايتو غادر الملعب بسرعة غاضبا
من تبديله خلال المباراة . فقد كان ذكريات صعبا نسيانها .



باختصار ، شخصية
الكاميروني المتفجرة كانت تزعج في البارسا . لكن الذي وقع هو أن خرج
النجم الكبير للبارسا كان أعقد مما كان متوقعا . فثمن الكاميروني غالي جدا
و لا يريد أن يرحل أيا كان . فقد تضاربت الأخبار حول وجهته : مرة توتنهام
و مرة الميلان و حتى ذكر اسم الأوزبيكيستان . في نهاية المطاف ، سيبقى في
البارسا .


ففي الوقت التي
كان كل يوم يطلع اسم نادي جديد كوجهة جديدة له ، بدأت المرحلة الاستعدادية
للموسم و كان الكاميروني ناريا في الهجوم و كان احسن اللاعبين المشاركين
في المرحلة الاستعدادية . لما رأى بيب غوارديولا حماس الكاميروني في اللعب
و سلوكه الجيد ، تراجع عن قراره و أعلن رسميا أن ايتو سيكون بلوغرانا في
موسم 2008-2009 .




لنمر الآن
للاعبين الجدد . أهم صفقة قامت بها البارسا في الصيف هي جلب داني ألفيس
لاعب اشبيلية الذي يعتبر أحسن ظهير أيمن في العالم . لم يكون سرا أن
البارسا مهتمة بالبرازيلي منذ مدة طويلة . اتى إلى كتالونيا بسعر قياسي :
35 مليون يورو . أغلى مدافع في تاريخ البارسا و ثاني أغلى صفقة في تاريخ
البارسا بعد صفقة سافيولا التي كلفت البلوغرانا سنة 2001 : 36 مليون يورو .
أتى ألفيس لكي يشغل مركز ظهير ايمن الذي بقي يتيما منذ 2006 عند رحيل
بيليتي إلى شيلسي .


قدم للبارسا
مدافع أخر و لكن بسعر ضئيل : جيرار بيكي . فقد عاد لاعب لاماسيا إلى ناديه
مقبل 5 مليون يورو فقط . فقد عاد و هو كله رغبة في التألق بعد أن عانى في
دكة الاحتياط في مانشتير يونايتد بسبب هيمنة الثنائي فيديتش – فيردينان .



ختم مارتين
كاسيريس لائحة المدافعين الجدد ( إذ أن بمجرد شرائه ، تمت مباشرة اعارة
هنريكي لبايرن ليفركوزن ) . الأوروغوياني الذي كان خارجا من موسم جيد مع
ريكرياتيفو ، قدم للبارسا مقابل مبلغ مهم 16،5 مليون يورو الذي سددته
البارسا لنادي فياريال .


التحق بقائمة
اللاعبين الجدد هليب و كايتا بمبلغ 15 مليون يورو لكل واحد منهما .



البارسا و
مدربها الشاب بيب غوارديلا أقنعا و أمتعا خلال المرحلة الاستعدادية للموسم .
في اسكتلاندا ، استقبل مرمى هيربنيان 6 أهداف في حين دخلت شباك داندي
يونايتد 5 أهداف . في إيطاليا ، ابان الكتلان عن قوتهم الهجومية مرة أخرى
بتفوقهم على فيرونتينا ب 3-1 . و انهى رفاق ميسي جولتهم بمبارتين في
الولايات المتحدة الأمريكية عرفت انتصاريت جديدين : أمام شيفاس غوادلاخارا
ب2-5 و أمام ريدبولز نيويورك ب2-6 . كانت سلسلة انتصارات كل انتصار يثير
انبهارا أكثر من الآخر .


كان الوقت لازال
مبكرا على اعتبار أن البارسا عادت للواجهة لكن كان يجب الاعتراف بقوتها
الهجومية المثيرة : 25 هدف في 5 مباريات أي معدل 5 أهداف في كل مباراة و
مجموعة تقدم كرة قدم جماعية سلسلة و جميلة جدا .

و بإقفال ملف
الصفقات و تدعيم الفريق ، يمكن للموسم أن يبدأ و حتى قبل انطلاقه ، لم يكون
للبارسا الحق في الخطأ . فقد استقبلت ويسلا كراكوفيا برسم الدور التمهيدي
الأخير من دوري الأبطال . و لم يرحم رجال بيب الفريق منافسهم إذ انتصورا
عليهم ب4-0 . في غياب ميسي كان غائبا لمشاركته في أولمبياد بيكين ، بدأ الثنائي هنري – ايتو مخيفا ، إذ سجل 3
أهداف من الأهداف الأربعة و قام الثنائي بتمريرتين حاسمتين . الهزيمة في
مباراة الإياب ب1-0 لا احد اهتم لها .


انتقلت كل الأنظار لمتابعة البداية الرسمية للبارسا في الليغا و
اقل ما يمكن قوله هو أن الانتظارات كانت ضخمة جدا بالنظر لما قدمه ميسي و
رفاقه في المرحلة الاستعدادية .


منافس البارسا في أول مباراة في الليغا كان هو الضيف الجديد في
الليغا نومانسيا . أجريت المباراة في الكامب نو و أدخل بيب تشكيلة مشابهة
للتشكيلة التي حصلت على 12 نقطة في الجولات العشرة الاخيرة من ليغا
2007-2008 ، باستثناء زامبروتا الذي حل مكانه في الجهة اليمنى داني الفيس .
انقلبت المباراة بسرعة إلى كابوس .



نقط التشابه مع فريق 2007 -2008 لم تتوقف للأسف في التشكيلة
البشرية . فقد ظهرت أيضا في أسلوب اللعب : لا ايقاع و لا غرينتا و خط وسط
ميت . هدف لماريو في بداية المباراة منح الفوز لنومانسيا . كانت بداية ليغا
فاشلة للبارسا في ذلك اليوم 31 أغسطس 2008 .المباراة الثانية لبارسا في
الليغا لم تكون أفضل بل كانت نسخة طبق الاصل من المباراة الأولى و لم تنجح
البارسا سوى في العودة بنقطة التعادل من ملعب سانتاندير . الصحف
الكتالونية المصدومة بالموسمين السوداوين ، اعتبرت ان الثنائي لابورتا –
غوارديولا في خطر . و هناك من تحدث عن بداية الأزمة .




منح البلوغرانا لأنفسهم بعض الهواء النقي بفوزهم على سبورتينغ
برسم المباراة الأولى في دور المجموعات من دوري الابطال . كان فوز ب3-1
أمام فريق جد ضعيف . قدم الكتلان أداء أحسن على الخصوص ظهرت بوادر الانسجام
الجيد بين ألفيس و ميسي . حقق الفريق الفوز بدون توري الذي ترك على دكة
الاحتياط لصالح الشاب سيرجيو بوسكيتس الذي أتى به بيب من البارسا أتليتيك .
لم يكون البلوغرانا ساحرين في أدائهم لكنهم ابانا عن تحكم أحسن في
المباراة جماعيا و خصوصا طردوا شبح الاستحواذ العقيم على الكرة التي يقض
مضاجع محبي البارسا .



بعودتها لليغا ، طردت البارسا الاشباح التي كانت تسيطر عليها
في السابق حين تلعب خارج ملعبها ، حيث دكت شباك سبرتينغ خيخون ب 6-1 . تألق
الثلاثي الماهر تقنيا : تشافي – انييستا و ميسي و لعب هذا الاخير في قلب
الهجوم بينما ايتو لعب على الجهة اليمنى . كانت استراتيجية بيب غوارديولا
هي العتماد على ميسي كلاعب 9،5 منذ تقريا هذه المباراة ، كانت ذكية و
فعالة جدا و لو أن أداء الفردي لباقي اللاعبين كان متوسطا .





توالت مباريات الليغا و تدريجيا اكتسب البلوغرانا روح التضحية و
المجهود . حصلوا على ثلاثة انتصارات غير عريضة بعد المعاناة : 3-2 كان
نتيجة الفوز أمام بيتيس في أخر دقائق المباراة رغم أن البارسا كانت متفوقة
في البداية ب2-0 . 2-1 في ملعب مونجويك حيث فازت في مباراة مشحونة على
الاسبانيول . ثم فوز جديد في سان مامس أمام الفريق الصعب المراس أتليتيكو
بلباو . الفوز العريض على الأتليتيكو قبل مواجهة بلباو كان بمثابة
الاستثناء الذي يعزز القاعدة .


عير أن هذه الانتصارات الصعبة التي حققتها البارسا في تلك
الفترة أعطت المزيد من الحماس للاعبين الذين أبانوا عن قوة الشخصية بطريقة
رائعة .

" هذه البارسا تثير الخوف " :
هذا ما ردده البعض إثر الفوز ب5-0
على ألميريا : فوز سمح للبارسا بالانفراد مؤقتا بصدارة الليغا ، بعد فوز
عريض أخر ب5-0 على فريق بازل في دوري الأبطال ، خارج الكامب نو و بفريق
تقريبا مكون كله من البدلاء . و بالفعل هذه البارسا كانت ترعب . اللعب الذي
كانت تقدمه في قمة الجمال و ايضا في قمة الفعالية . لعب سريع ، بفرص
كثيرة جدا للتسجيل و اهداف كثيرة جدا و أكثر من هذا أهدافا مبكرة جدا : 17
هدف في المباريات الأربعة الأخيرة و حصة 3-0 في النصف ساعة الأولى من
اغلب المباريات .



من جهة اللاعبين ، انييستا عاد لوسط الملعب ، وتوري استرجع ثقة
بيب أخيرا . كانت بداية الثلاثي السحري توري – تشافي – انييستا في الوسط و
الثلاثي الساحر : ميسي – ايتو - هنري في الهجوم .

و لنتقدم الان بشهر
لكي نصل لمباريات ما يسمى " تورمالي " الاسم المستوحى من جبل تورمالي أصعب
مرحلة في طواف فرنسا للدراجات . و هو الاسم الذي أطلقته الصحافة على سلسلة
المباريات المخيفة التي تنتظر البارسا : اشبيلية ، فالننسيا ، ريال مدريد
و فياريال الذي سيتحدون البارسا الخارقة الواحد تلو الأخر . بطبيعة الحال
، لا داعي للتذكير بأن البارسا تتصدر بكل راحة الليغا . هذه الفرق
الأربعة هي الأولى في الترتيب بعد البارسا في ليغا 2008-2009 . بالغضافة
إلى القمية الحسابية لهذه المباريات الأربعة ( حصد نقط ) كانت الاهنية
الكبرى على المستوى المعنوي ، حيث اعتبرت " اختبارا " للبارسا يثير اهتمام
الجميع .
هل بإمكان البارسا الخارقة أن تكون بنفس المستوى أمام
الفرق الكبرى لليغا ؟ هذا هو السؤال الذي كان كل محبي البارسا يطرحونه
على أنفسهم و ايضا الصحافة الرياضية بصفة عامة .





بداية الجواب كانت
نارية . في ملعب سانشيز بيزجوان ، تفوقت البارسا بوضوح عل فريق اشبيلية
الذي كان قويا رغم ذلك . قدم الفريقان حربا تكتيكية قوية بلاعبين متكرزين
بذكاء في كلا الفريقين . كانت المباراة بقوة قل نظيرها و قدم اللاعبون 22
أداء من المستوى الرفيع سواء في الجانب البدني أ التقني . فرغم ان الكتلان
افتتحا حصة التسجيل مبكرا في الدقيقة 20 بواسطة تسديدة قوية لايتو ، إلا
أنهم انتظروا الدقيقة 79 و هدف لميسي لكي يقتلوا المباراة
.


كانت رسالة قوية لمنافسي الارسا في باقي مباريات " تورمالي " :
البارسا لا تمزح هي فعلا مرعبة و صار البلوغرانا مبتعدين بستة نقط عن
وصيفهم الميرينغي في الليغا .



إذا كان تفوق الكتلان عل اشبيلية القوية
ابان أن الكتلان قادرين على دك كل الفرق المنافسة و لو كانت قوية ،
فمباراتهم أمام فالنسيا ستخلق أسطورة بارسا هذا الموسم : فوز لا يقبل الجدل
: 4-0 . في تلك المباراة ربما قدم رجال بيب غواريولا احسن مباراة لهم في
سنة 2008 . و قيل بعد تلك المباراة :
" حين تلعب كرة القدم بهذه الدرجة من
الانسجام الجماعي ، فإنها تصير سمفونية " .




كانت تلك المباراة مزيج من المبادرات
الفردية الرائعة و عمل جماعي سلس فجر فريق فالنسيا الذي كان رغم ذلك في
أحسن حالاته . ألفيس ، تشافي هنري كانوا أبرز لاعبي تلك المباراة و قدموا
اداء خرافيا . و لحسن حظ فلنسيا ، ميسي لم يكون في يومه .




يوم السبت 13 ديسمبر ، أجريت المباراة التي
ينتظرها العالم بأسره . ريال مدريد المتخبط في الأزمة و الذي طرد للتو
مدربه بيرنارد شوستر و استقدم خواندي راموس . بالنسبة للمرينغي ، كانت هذه
المباراة هي المناسبة المثالية للخروج من الأزمة و كانوا واعيين : القتال
حتى الموت لتفادي هزيمة مذلة بالنظر لتفوق البلوغرانا الذي لا جدال فيه . و
كان الحل الوحيد بالنسبة لريال مدريد لتجنب هزيمة مذلة : تكتيك دفاعي محض
. و بالفعل نجحوا في ذلك و استطاعوا لوقت كبير ارباك و ايقاف الماكينة
الكتالونية .




في الواقع ، أن يأتي فريق للكامب نو بنوايا
هجومية و يفتح اللعب أمام بارسا نهاية 2008 ضرب من الانتحار . و من يشك
في ذلك ، ليسأل فالنسيا . و خواندي راموس المدرب المحنك كان واعيا جد بذلك
و لعب بالورقة الدفاعية حيث كان ريال مدريد يدافع ب11 حارس مرمى .


من جهة البلوغرانا ، كانت هناك بعض من خيبة
الأمل . فقد كانوا عاجزين عن تقديم نفس الأسلوب السلس ، غير دقيقين أمام
المرمى و فشلوا في عدة محاولات امام السد الدفاعي المنيع المرينغي .


و كأنها رسالة من القدر ، كان الفرج على يد
بويول قلب الأسد و روح البارسا الذي قفز اعلى من الجميع حين تنفيذ ضربة
ركنية و براسية تحمل كل حماس الدنيا ، تلقى الكرة و وجهها لايتو الذي
أركنها في شباك كاسياس. 1-0 ( في الدقيقة 83 ) . انتهى أمر المرينغي الذين
استسلموا نهائيا حين ميسي ، بتمريرة رائعة من هنري ، اضاف الهدف الثاني في
اللحظات الأخيرة من المباراة .




لم تثأر البارسا سوى جزئيا من مهانة
الباسيو لكن الأهم ابتعد الكتلان ب12 نقطة عن المرينغي في ترتيب