أفكار مونديالية 28: المانشافت متحفزون لافتراس الماتادور!...........

تعطلت لغة التوقعات وتراجعت كثافة الترشيحات ،وتحفظت أراء الخبراء ،فأصبح
الشائع اللجوء إلي الخرافات للكلام حول المباريات الثلاث المتبقية في
المونديال، ورغم تحذيري من التوقعات غير الحصيفة ، فقد تجشمت عناء الخروج
بوجهة نظر فنية ورؤية فيها خليط التوقع الحذرمع الرأي الفني لصالح أحد
الفريقين في المباراة الماضية لهولندا مع اوروجواي ،وقلت ان الاقوي في
المونديال سيلعب مع الاضعف وان احتمالات الفوز الهولندي أقرب نسبياً ،
وعموما فقد كان كل شيء ممكناً، وكان الموقف يمكن ان ينقلب في أي لحظة ، ولو
حدثت استفاقة الاوروجوانيين مبكراً ، لتغيرت الصورة وربما المتأهل .

عموما مباراة اليوم في قبل النهائي الثاني بين المانشافت الالمان ومنتخب
الماتادور الاسباني أصعب مباراة في المونديال ، وأكبر خبراء الكرة في
العالم ، يعجز ان يفتي برأي فني قاطع بفوز هذا الطرف اوذاك وكل ما يمكن
قوله أننا سنحظي بمباراة كروية من الطراز الرفيع بين مدرستين متميزيتين
وكلاهما درس الآخر وفهم أفكاره وتكتيكاته وأسراره الفنية ومفاتيحه ويعرف
كيفية التصدي لها ، وستبقي السرعة والاداء الجماعي المتناغم وعدم التفريط
في أنصاف الفرص والتوفيق عوامل تحسم المنافسة شديدة الصعوبة بين الفريقين .

ولست في حاجة قبل هذا الوقت القصير من المباراة أن أتكلم عن تاريخ مواجهات
الفريقين ولا عن أبرز لاعبيهم الذين سيلعبون الادوار الاساسية لتحويل دفة
اللقاء ، ولا طريقة كل مدرب ، فكل هذه المعلومات متاحة علي مواقع الانترنت
وتغطيات الصحف ووكالات الانباء وبرامج الجزيرة الرياضية الشاملة للمونديال .

أما انطباعي الاخير عن الفريقين وعن السيناريو المنتظر للمباراة ، فهو ان
كلاهما يتمتع بإرادة كبيرة للفوز ، وكلاهما جدير به ومشتاق إليه ، وإذا كان
الالمان قد تذوقوا طعم كأس العالم من قبل ثلاث مرات آخرها منذ عشرين سنة
في مونديال 1990 ، فإن الاسبان في شوق رهيب لهذا الشرف الذي لم ينله سوي 7
دول في العالم ، ليس باقيا منها علي المنافسة حتي الان سوي هذين الفريقين
ومنتخب طواحين هولندا الذين ينتظرون الفائز منهما في المعركة الكبري
والاخير علي اللقب التاسع عشر لعرش الكرة العالمية .

ولا شك ان قدرة خط الوسط الاسباني بقيادة شافي هرنانديز ومن خلفه مدافعي
الوسط بوسكيتش و تشابي الونسو وأمامه انيستا المائل للهجوم، ستحدد مدي
قوة الاسبان علي الصمود وانتزاع السيطرة ، ودعم ديفيد فيا الهداف المتحفز
وتوريس الذي ينتظر استعادة ذاكرته التهديفية .وعلي الاجانب الآخر ، فإن
منتخب المانيا الذي سيفتقد مهاجمه المميز توماس مولر، قادر علي تعويض غيابه
، لان العمل الجماعي في الماكينات ، لا يتأثر كثيراً بغياب أحد التروس ،
لان بديله يقوم بنفس المهمة حتي إذا لم يكن بنفس القدر من الموهبة ، واعتقد
ان التاريخ سيفتح أبوابه للمخضرم كلوزه في فرصة نادرة لتسجيل الهدف الخامس
عشر ومعادلة الرقم العالمي للتسجيل في نهائيات المونديال المسجل بإسم
رونالدو البرازيلي ، وأعتقد أن أهم مايميز الالمان ، وماساعدهم علي أكتساح
الارجنتين هو أنهم لا يتكاسلون في دعم دفاعهم بكل قوة ، وكثيرا ما كنت تجد
كلوزة وبودو لسكي يدافعان امام منطقة جزائهم ، وكثيرا ما شاهدنا مدافعي خط
الوسط شفانشتايجر وخضيرة يقومان بالمناورات الهجومية ببراعة ، بصراحة
تكامل الالمان وانتظام دروان عجلة أدائهم قادر علي ارباك أي منتخب في
العالم ، وهذا ما يجعلني أرجح كفتهم قليلا.

أخيرا فإن حديث الثأر الذي ينوي الالمان أن يحققوه الليلة من الاسبان
انتقاما لفوز منتخب الماتادور عليهم قبل عامين في نهائي كأس أمم اوروبا
بالنمسا وبهدف وحيد لفرناندو توريس ، ليس من ثقافة كرة القدم التي لابد
فيه لاي فريق أن يتقبل أي شيء ، لان أحوالها لا تدوم ، فالفائز اليوم سيخسر
غداً أو بعد غد ، وهذه حلاوة الكرة التي أرجو أن نستوعبها كعرب ، ولا
أعتقد أن الالمان ،وهم من عقلاء كرة القدم يشغل بالهم قضية الثأر من
الاسبان لهزيمة كأس أمم اوروبا ، ولو حدث ذلك فإنه سيقلل من تركيزهم ،
واستمتاعهم بالمباراة .

وبعيداً عن ذلك ، فاعتقد ان المنتخب الاسباني لم يختلف كثيرا عن مباراة
نهائي اوروبا إلا في مدربه ديل بوسكة الذي حل محل لويس اراجونيس ، أما
الالمان فبقي مدربهم يواخيم لوف في منصبه ، وان كان قد اختلف كثيرا في
نضجه وورحابة تفكيره ، وتغير العديد من عناصر الفريق ، بالاضافة إلي اكتمال
شخصياتهم ، واكتشاف بعض النجوم الجدد مثل الحارس نوير وصانع اللعب مسعود
اوزيل والظهير الايسر بواتينج ومدافع الوسط سامي خضيرة العربي التونسي
الاصل ، والمهاجم توماس مولر الغائب الليلة وهذه عناصر أضافت قوة وحيوية
وصلابة للاداء الالماني الذي أعتبره أكثر قدرة علي الصمود وأكثر جلداً
وتحملاً في المواجهة ، وعموماً ، فالفوراق الطفيفة بين الفريقين هي التي
ستحسم مواجهة الليلة ، ومقدماً أهنيء الفائز وأشد علي يد الخاسر وأتمني أن
نحظي يوم الاحد بمباراة نهائية تليق بأول مونديال في القارة الافريقية وأول
منتخب اوروبي يحرز اللقب الكبير خارج القارة البيضاء.. ومن قال ان أفريقيا
خارجة عن اوروبا ونفوذها وسطوتها المعنوية او الثقافية أو حتي الاقتصادية
؟!!

نايس يا ماجك

تقبل مرورى

» الماتادور يراهن على أسبانيا
» مانشستر سيتي يغازل نجم الماتادور بـ 30 مليون إسترليني
» الماتادور الأسباني يسعى للتأكيد على مكانته المرموقة :
» الماتادور الأسباني يسعى للتأكيد على مكانته المرموقة :
» الماتادور الأسباني يواجه هندوراس تحت شعار الثأر أو العار