على بعد أحد عشر متراً من دخول التاريخ

فيفا - في آخر دقيقة من عمر المباراة التي جمعت
بين منتخبي غانا وأوروجواي، كان أسامواه جيان يملك في قدمه مفتاح مروره
وزملائه إلى نصف نهائي كأس العالم FIFA، وهو إنجاز غير مسبوق كان سيحققه
منتخب أفريقي لأول مرة في التاريخ، ولكن العارضة قررت غير ذلك. وفي الجهة
المقابلة، استغل لاعبو السيليستي الفرصة ليجددوا عهدهم بأمجاد الماضي بعد
ركلات الترجيح التي سادتها لحظات تشويق وإثارة وترقب. وكأن حدة ذلك التوتر
لم تكن كافيةً، فقد كان قرار حكم مباراة منتخبي إسبانيا وباراجواي في اليوم
التالي بمنح ضربتي جزاء في أقل من دقيقتين كفيلاً بترجيح كفة أحدهما على
الآخر.

وبما أن كل مباريات ربع النهائي في
جنوب أفريقيا 2010 عاشت على إيقاع ركلات الجزاء والترجيح، ارتأى موقع
FIFA.com أن يغوص بزواره في ذكريات النزالات المصيرية التي طبعت تاريخ
نهائيات كأس العالم FIFA.

# إن ذلك يحدث
حتى للمنتخبات الكبيرة #

"في البرازيل، يقال أن ركلات الترجيح
لها من الأهمية ما يجعل الوحيد المخول للقيام بتنفيذها هو الرئيس نفسه"
ربما يكون صاحب هذه المقولة، وهو دونجا، قد فكر فيها وهو يشاهد منتخبه
البرازيلي ونظيره الفرنسي يحتكمان لتلك الضربات خلال مباراة مصيرية ضمن
نهائيات المكسيك 1986.

ففي ذلك اليوم، 21 يونيو/حزيران،
راقب ميشيل بلاتيني، الذي لم يسبق له أن أهدر أي ركلة جزاء طوال
مسيرته الكروية، الكرة التي سددها وهي تطير بعيداً عن المرمى في ملعب
جوادالاخارا. ويتذكر بلاتوش ذلك قائلاً: " عندما
ركلت الكرة، ضربت بعض العشب أيضاً قبل أن تصل قدمي الكرة. وعندما رأيت
الكرة تطير بعيداً عن المرمى، أخذ رأسي في الدوران. وقد بدت لي الطريق التي
كانت تفصلني عن خط وسط الميدان بعيدة ولا نهاية لها " ومن حسن الحظ
أنه من الجانب البرازيلي، لم يكن أداء زيكو وسقراط خلال
المباراة أحسن حالاً. فقد مكّنا منتخب الديوك من التقدم إلى نصف النهائي
لملاقاة نظيره الألماني الذي أقصاه قبل أربع سنوات في نصف النهائي بركلات
الترجيح.

ولم يكن حظ أسماء كبيرة أخرى في عالم
الساحرة المستديرة أحسن حالاً. ففي نصف نهائي نسخة إيطاليا سنة 1990، كان
منتخب المانشافت، الذي لم يهزم خلال تلك النهائيات (بمجموع أربع حصص ونسبة
نجاح بلغت 94%) قد تمكن من إلحاق الهزيمة بنظيره الإنجليزي الذي فشل في
تجاوز العقبة الألمانية بعد أن ضيّع لاعباه كريس وادلستيوارت
بيرس ركلتي ترجيح. وقد اعترف بيرس بعض تضييع ضربته قائلاً: " لقد انهارت الدنيا أمام عيني. وبدت لي العودة لمنتصف الميدان
كابوساً حقيقياً وأحسست بالدموع وهي تخزني في عيني " وقد خرج منتخب
الأسود الثلاثة خاسراً من ثلاث حصص لركلات الترجيح، ولم يستطع تحويل أكثر
من نصف الضربات الأربع عشرة التي نفذها إلى أهداف. و

# ضربة عبقري #

خلال حفل افتتاح كأس العالم الولايات
المتحدة 1994 FIFA، كان على النجمة العالمية ديانا روس أن تسدد
ركلة جزاء لتعلن نهاية الحفل. وكان من المفروض أن ينفجر إطار المرمى عندما
تجاوزت الكرة خط المرمى، إلا أن المغنية المشهورة لم تتمكن من تنفيذ تلك
التسديدة بإتقان لتذهب كرتها بعيداً عن المرمى! ولن نعلم إن كان ذلك من
قبيل الصدفة أم لا، لكن البطولة انتهت على إيقاع نفس الفرصة الضائعة، وكان
بطلها المايسترو روبيرتو باجيو. وقد قال في هذا السياق: " لم أتهرب أبداً من مسؤولياتي؛ لا يهدر ضربات الجزاء سوى
أولئك الذين يتمتعون بالشجاعة لتنفيذها " ويشاطره دافيد تريزيجيه
نفس الرأي؛ فقد أهدر ضربة الجزاء في نهائي 2006 أمام المنتخب الإيطالي.

وقد كان زين الدين زيدان هو
الآخر في حاجة إلى الشجاعة خلال نفس المباراة كي يجرب حظه ويحقق المستحيل:
تنفيذ ضربة بانينكا في نهائي كأس العالم FIFA رغم أنها لم تكن كافية
لتمنح اللقب للمنتخب الفرنسي.

أما سيباستيان أبريو، آخر
لاعب قام بتنفيذ ركلة جزاء في مباراة أوروجواي ضد النجوم السمراء يوم
الجمعة الماضي، فقد اختار نفس الحركة كي يحسم أمر تأهل منتخب بلاده إلى
المربع الذهبي. وقد علق على ذلك صاحب لقب إلـ لوكو (المجنون): " كيف وصفوا ركلة الجزاء التي نفذها زيدان؟ هل وصفوها
بالجنون؟ لا، بل بأنها كانت ركلة سحرية. وماذا عن تسديدة أبريو؟ ألم تكن
كذلك أيضاً؟ إنها قرارات يجب اتخاذها والسعي دائما وراء تنفيذها على أحسن
وجه، والحرص على أن تستقر الكرة في الشباك "

ولعل ذلك هو ما حدَّث به الألماني أندرياس
بريمه نفسه في نهائي إيطاليا 1990. فقد سمح هذا المدافع الأيسر
لألمانيا أن تصير بطلة للعالم، في مباراتها أمام المنتخب الأرجنتيني، عندما
سجل الهدف الوحيد في تلك المباراة النهائية، من ضربة جزاء وبقدمه اليمنى،
في حين كان يلعب هو بالقدم اليسرى!

# ركلة جزاء
من أجل التاريخ #

من الواضح أنه تمرين يروق للمنتخب
الألماني. ففي النهائيات التي استضافتها ألمانيا سنة 1974، كان المانشافت
متأخراً في النتيجة أمام المنتخب الهولندي، الذي افتتح التسجيل منذ الدقيقة
الثانية عشرة، من ركلة جزاء نفذها يوهان نيسكينز، بعد خطأ ارتكبه
بيرتي فوجتس في حق يوهان كرويف. ولم يكن أصحاب الضيافة قد لمسوا الكرة بعد.
ولكنهم تمكنوا في النهاية من تعديل النتيجة من ركلة جزاء أيضاً، بفضل
كابتن المنتخب بول بريتنر، قبل أن يحققوا الانتصار بفضل هدف جيرد
مولر. فهل ستتاح الفرصة للمنتخب البرتقالي في الحادي عشر من يوليو/تموز كي
يثأر لنفسه؟

كما أن هناك عدداً كبيراً من ركلات
الجزاء الأخرى التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه أيضاً، كتلك التي نفذها جوزيبي
مياتزا في نصف نهائي نسخة 1938 أمام المنتخب البرازيلي وهو يمسك
بسرواله بيديه بعد أن تمزق من جراء حركته السريعة. أو كتلك التي أهدرها رونالد
دي بور في نصف نهائي نسخة فرنسا 1998، والتي عاتبه عليها أخوه التوأم
فرانك. وكل تلك الضربات من شأنها أن تجعل من منفذها بطلاً أسطورياً أو
مارقاً يطالب الجميع برأسه. فالفرق بين التسجيل والإهدار بسيط للغاية ولكنه
ينطوي على قدر كبير من الضغط والتوتر.

FIFA

نايس مسى

توبك هايل

تقبل مرورى

» كاسياس يفند افضل الحراس في التاريخ
» موعد أسبانيا مع التاريخ
» التاريخ يدعم البارسا
» بويول:ميسي سيصبح الأفضل في التاريخ
» الفائزون بالكرة الذهبية على مر التاريخ