لم يضيع المنتخب الفرنسي لكرة القدم أي وقت ليثأر من نظيره الايطالي بعد
المباراة المثيرة بينهما في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا والتي انتهت
بهزيمة المنتخب الفرنسي بضربات الجزاء الترجيحية في العاصمة الالمانية
برلين.
وثأر المنتخب الفرنسي لنفسه بعدها بشهور قليلة بالتغلب على نظيره الايطالي
3/1 في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو
2008) التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك من السابع إلى 29
حزيران/يونيو الحالي.
ورغم هزيمته أمام المنتخب الاسكتلندي ذهابا وإيابا في نفس التصفيات احتل
المنتخب الفرنسي المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات. ويبدو أن الفريق لم
يتعرض لهزة كبيرة بعد اعتزال نجمه الاسطوري زين الدين زيدان عقب كأس
العالم 2006 حيث ما زال الفريق مرشحا بقوة للمنافسة على لقب يورو 2008 .
ويعتمد الاستقرار والتماسك في المنتخب الفرنسي بشكل كبير على المجهود الذي
بذله المدرب ريمون دومينيك المدير الفني للفريق في الفترة الماضية حيث حقق
نوعا من التوازن بين أصحاب الخبرة بالفريق والجيل الجديد من النجوم
الفرنسيين.
ويضع المنتخب الفرنسي آمالا عريضة على نجمه فرانك ريبيري لاعب خط وسط
بايرن ميونيخ الالماني والذي وضع قدمه على أول طريق النجومية والتألق منذ
مشاركته مع الفريق في كأس العالم 2006 .
ويجمع الخبراء على أن وصول المنتخب الفرنسي للادوار النهائية في يورو 2008
سيكون مرهونا بأداء النجم الشاب ريبيري الذي يقع عليه عبئا ثقيلا في قيادة
الفريق بعد اعتزال زيدان.
واعترف ريبيري "اكتسبت ثقة كبيرة وتطور أدائي على أرض الملعب.. أصبحت أفضل
مما كنت عليه سابقا مع المنتخب الفرنسي. وأصبحت الان قائدا".
ويمثل ريبيري خطرا كبيرا يهدد منافسي الفريق من الناحية اليمنى بينما يتألق في الناحية اليسرى زميله فلوران مالودا.
ويمثل اللاعبان عمقا دفاعيا خلف المهاجمين تييري هنري ونيكولا أنيلكا.
وعلى الرغم من معاناته وعدم ظهوره بالمستوى المطلوب منذ انتقاله إلى
برشلونة الاسباني في بداية الموسم المنقضي 2007/2008 سجل هنري ستة أهداف
للمنتخب الفرنسي في تصفيات يورو 2008 ليحطم الرقم القياسي المسجل سابقا
باسم اللاعب الاسطورة ميشيل بلاتيني لأعلى عدد من الاهداف يسجلها أي لاعب
في تاريخ مشاركاته مع المنتخب الفرنسي.
ولذلك ما زال هنري هو حجر الاساس في هجوم المنتخب الفرنسي.
أما أنيلكا فسجل أربعة أهداف للفريق في التصفيات كما كان صاحب أهم أهداف
الفريق في الفترة الماضية وهو الهدف الذي فاز به المنتخب الفرنسي على
ليتوانيا 1/صفر في آذار/مارس الماضي ليحفظ ماء وجه منتخب الديوك.
وبعد أن ظهر التعاون الايجابي له مع هنري ينتظر أن يلعب أنيلكا نجم تشيلسي
الانجليزي دورا بارزا مع المنتخب الفرنسي في يورو 2008 خاصة وأنها البطولة
الدولية الاولى التي يشارك فيها مع الفريق منذ يورو 2000 .
كما يعتمد دومينيك على عدد آخر من اللاعبين المتميزين أصحاب النزعة
الهجومية مثل ثلاثي فريق ليون الفرنسي والمؤلف من كريم بنزيمة الفائز بلقب
أفضل لاعب فرنسي خلال الموسم المنقضي وحاتم بن عرفة وسيدني جوفو حيث
يمكنهم جميعا قلب المباراة في أي وقت.
كما يبرز ضمن لاعبي المنتخب الفرنسي اللاعب سمير نصري نجم مارسيليا
بالاضافة لاسلحة أخرى اعتاد دومينيك الاعتماد عليها مثل جبريل سيسيه بينما
يغيب عن صفوف الفريق كلا من لويس ساها ودافيد تريزيجيه بسبب الاصابات.
ومع وجود كلود مكاليلي وباتريك فييرا قائد الفريق يبدو خط وسط المنتخب
الفرنسي هو الافضل أوروبيا. وتمثل يورو 2008 الفرصة الاخيرة لكل من
اللاعبين المخضرمين.
واعترف مكاليلي الذي عزز موقعه في صفوف المنتخب الفرنسي بعد فوز منتخب
فرنسا بلقب يورو 2000 "سأكون حريصا للغاية على الفوز بلقب يورو 2008 لأنني
لم أفز بأي شيء مع المنتخب الفرنسي.. أريد أن أنهي مسيرتي الدولية في
القمة. ستكون يورو 2008 آخر بطولة كبيرة لي مع الفريق".
ولم يكن زيدان هو النجم الوحيد الذي اعتزل اللعب مع المنتخب الفرنسي بعد
كأس العالم 2006 بألمانيا حيث سار على نهجه الحارس الشهير فابيان بارتيز
وحل مكانه حارس آخر من ليون وهو جريجوري كوبيه /35 عاما/ والذي سيحصل
أخيرا على فرصة المشاركة في بطولة كبيرة من خلال يورو 2008 .
ويضم خط دفاع الفريق اللاعبين ليليان تورام ووليام جالاس بينما يلعب ويلي سانيول في الناحية اليمنى وإريك أبيدال في الناحية اليسرى.
ويدعم هؤلاء اللاعبين مجموعة أخرى من النجوم مثل باتريس إيفرا نجم مانشستر
يونايتد الانجليزي وفيليب ميكسيه لاعب روما الايطالي وثنائي ليون المؤلف
من جان ألان بومسونج وسيباستيان سكيل