للمرة الأولى ، تشارك صربيا
في البطولات الكبيرة كدولة مستقلة، حيث تلعب بمنتخب مستقل في نهائيات كأس
العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد انفصالها عن الاتحاد اليوغوسلافي ثم عن
مونتنجرو (الجبل الأسود).
يخوض المنتخب الصربي مونديال 2010 بطموحات
كبيرة محاولا نسيان ما حدث في المونديال الماضي قبل أربع سنوات في ألمانيا
عندما شارك الفريق باسم منتخب صربيا ومونتنجرو.
يشارك المنتخب
الصربي في مونديال 2010 بلقب جديد وبألوان جديدة حيث سيلقب "بالنسور"
ويرتدي القمصان الحمراء بدلا من الزرقاء كما يبدو الفريق حاليا بشكل يختلف
عما كان عليه قبل مونديال 2006 بألمانيا.
وصرح ديان ستانكوفيتش،
لاعب خط وسط انتر ميلان الإيطالي، وقائد المنتخب الصربي لقناة "بي 92"
بالتلفزيون الصربي قائلا "يمكنني أن أقول في النهاية إنني ألعب لبلدي
بالفعل بعدما لعبت (في الماضي) لكل من يوغوسلافيا وصربيا ومونتنجرو".
يشارك
ستانكوفيتش في ثالث كأس عالم بالقارة الأفريقية كما يشارك لثالث منتخب
مختلف حيث لعب في الماضي لمنتخب يوغوسلافيا في مونديال 1998 بفرنسا، ثم قاد
منتخب صربيا ومونتنجرو في مونديال 2006 بألمانيا.
ومثلما حدث في
التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 ، تأهل ستانكوفيتش مع منتخب صربيا
ومونتنجرو إلى نهائيات كأس العالم 2006 مباشرة، ولكن يبدو أن التشابه بين
الفريقين سيتوقف عند هذا الحد.
يتولى تدريب المنتخب الصربي حاليا
المدير الفني رادومير أنتيتش، ويضم الفريق عددا أكبر من النجوم الذين
يلعبون دورا بارزا في المباريات الكبيرة، بالإضافة لوقوعه هذه المرة في
مجموعة أسهل.
صرح حارس المرمى الصربي فلاديمير ستويكوفيتش لقناة "بي
92" بالقول "طفت كل مشاكل فريقنا على السطح، لتطغى على أي شيء آخر".
أوقعت
قرعة مونديال 2006 بألمانيا منتخب صربيا ومونتنجروفي "مجموعة الموت" مع
منتخبات الأرجنتين وهولندا وكوت ديفوار. ولكن قرعة 2010 جاءت أخف وطأة حيث
سيلعب في مجموعة تضم منتخبات ألمانيا وأستراليا وغانا.
وقال ميلان
يوفانوفيتش مهاجم ستاندرد لييج البلجيكي والمنتخب الصربي بعد قرعة
النهائيات، "كان من الممكن أن تأتي القرعة أسوأ".
ينتظر أن يعتمد
المنتخب الصربي في مونديال 2010 على برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشيلسي
الإنجليزي، ونيمانيا فيديتش مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وعلى
ستانكوفيتش في خط الوسط ونيكولا زيجيتش مهاجم بلنسية الأسباني وماركو
بانتيليتش مهاجم أياكس الهولندي، في خط الهجوم.
ورغم ذلك ، يعتقد
كثيرون أن ميلوس كراسيتش نجم سيسكا موسكو الروسي الذي ترغب الأندية
الأوروبية الكبيرة في التعاقد معه، سيكون النجم الأول للمنتخب الصربي إن لم
يصبح الأول في البطولة.
وقال كراسيتش في مقابلة أجريت معه مؤخرا
"يمثل المونديال استعراضا هائلا بالنسبة لي، حيث تشارك فيه منتخبات عريقة
ولاعبون بارزون.. أتوقع أن تسير الأمور على ما يرام، وأن تظهر صربيا نفسها
من خلال أفضل فريق لها".
قد تكون أكبر نقاط الضعف في المنتخب الصربي
هي حارس المرمى ستويكوفيتش الذي يحظى بسجل من الأخطاء والسقطات، ومعاناته
الكبيرة لحجز مكان في التشكيل الأساسي للفرق التي يلعب لها.
قضى
ستويكوفيتش الفترة الماضية ضمن صفوف ويجان الإنجليزي، على سبيل الإعارة، من
سبورتنج لشبونة البرتغالي.
منذ تولى المدرب أنتيتش تدريب الفريق في
آب/أغسطس 2008 ، ركز على خلق التوازن بين إمكانيات الفريق ومتطلباته، ونجح
في تحويله من فريق لا يحظى بجاذبية لدى الجماهير إلى فريق تعشقه الجماهير.
يعتمد
أنتيتش في تعويض نقطة الضعف الخاصة بحراسة المرمى على قوة خط الدفاع،
بقيادة فيديتش وإيفانوفيتش.
ورغم أنه ليس من حراس المرمى البارزين ،
تشير بعض التقارير إلى أنه يسهم بقدر كبير في رفع الروح المعنوية للفريق.
يرفض
لاعبو المنتخب الصربي اصدار توقعات حول المنافسة في مجموعتهم بالمونديال،
ويشير معظمهم إلى أنهم يعرفون القليل فقط عن المنتخبين الأسترالي والغاني
وأن هذا القليل يتمثل في معرفتهم ببعض نجوم الفريقين، مثل الغاني مايكل
إيسيان زميل إيفانوفيتش في فريق تشيلسي الإنجليزي.
يبدأ المنتخب
الصربي مسيرته في مونديال 2010 بمواجهة نظيره الغاني وهي المباراة التي يرى
كثيرون أنه من الضروري للفريق أن يفوز فيها من أجل تسهيل مهمته في العبور
إلى الدور التالي نظرا لكون المنتخب الألماني هو المرشح الأقوى لتصدر هذه
المجموعة كما يبدو المنتخب الأسترالي المرشح الأقوى أيضا ولكن لاحتلال
المركز الأخير فيها.
صرح فيديتش في مقابلة مع قناة "بي 92"
التلفزيونية قائلا "ربما يكون هذا هو آخر مونديال أشارك فيه ، ولذلك أنتظر
الكثير منه. أتوقع أن أترك انطباعا إيجابيا وأن نقدم مستوى جيد لنسعد
المشجعين.. عندما كنت طفلا. كنت أميل دائما للفرق غير المرشحة بقوة ولكنها
تلعب بشكل جيد وأتمنى أن نكون هذا الفريق حاليا وأن نقدم مستوى جيد. إنه
هدفي".
المدير الفني
، رادومير أنتيتش :
لايزال المدرب رادومير أنتيتش /61
عاما/ المدير الفني للمنتخب الصربي لكرة القدم هو الوحيد الذي تولى مسئولية
الفرق الثلاثة الكبيرة في أسبانيا وهي ريال وأتلتيكو مدريد وبرشلونة ولكن
مسيرته الجيدة مع الفرق الثلاثة لم تصنع له الشهرة، أو الشعبية المناسبة في
صربيا.
رفض أنتيتش العديد من العروض لتولي منصب المدير الفني
للمنتخب الصربي في فترات أفضل، ولكنه عدل عن رفضه وتولى المسئولية في
آب/أغسطس 2008 عندما كان المنتخب الصربي في أسوأ فتراته بعد خروجه المهين
من مونديال 2006 بألمانيا وفشله في التأهل للنهائيات كأس الأمم الأوروبية
الماضية (يورو 2008).
وفي أول مباراة يقود فيها أنتيتش المنتخب
الصربي ، اقتصر الحضور الجماهيري على 800 مشجع فحسب، ولكن العدد ارتفع
بعدها بعام واحد إلى 50 ألف مشجع، وذلك في آخر مباراة خاضها الفريق في
التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2010
استبعد أنتيتش من الفريق
عناصر الحرس القديم التي أفسدها الغرور وضم إلى الفريق عددا من النجوم
الجدد من أجل بناء فريق متماسك يتسم بالالتزام والنظام وإنكار الذات.
يواجه
أنتيتش حاليا مهمة صعبة لإقناع الفريق بضرورة الالتزام بالهدوء والثقة
وتحذيره من التوقعات الهائلة، مشيرا إلى أن كأس العالم لا يضم فرقا صغيرة.
وعلى
مدار 17 عاما ، كان أنتيتش لاعبا في خط الدفاع، في فرق بارتيزان بلجراد
الصربي وفناربخشة التركي وريال سرقسطة الأسباني وليوتون الإنجليزي.
كما
عمل أنتيتش بالتدريب في فريقي بارتيزان بلجراد وسرقسطة قبل أن يتعاقد معه
ريال مدريد عام 1991 ، كما تولى بعدها تدريب أتلتيكو مدريد وبرشلونة.