اين انتم يا عرب اما يحدث لغز اليوم

لقد أدميتي قلوبنا ياغزة واشعلتي فينا نيران العزة وجعلتينا نحلم بالمجد الآتي وذكرتينا بأيام المسلمين الخاليات وجعلتينا نتذكر خيبر وحنين بدر وأحد حتى حروب الردة فيهن عزة المسلم وقوته التي استمدت من ديننا الحنيف وهذا مصداق لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال «ان الله اعزنا بهذا الدين فإن ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله» ويتضح لنا ان الخلل في ابتعادنا عن هذا الدين لا ان نلقي باللائمة على الحكام وعلى العروبة وعلى النخوة.

واقول العرب تخلوا عن ابسط المبادئ والحكام عجزوا مهما دعوا الى قمم حضرها من حضر وغاب عنها من غاب، فإن النتيجة واحدة وهي «ندين ونشجب ونستنكر وندعو ونأمل» والمسلمون لاحول لهم ولاقوه بسبب الوهن وبعدهم عن المنهل الرباني واشتغالهم بالخلافات والمكايدات بين الطوائف المختلفة ولايجتمعون على راي ولن يتفقوا في أمر وكما ورد في الاثر «كما تكونوا يولى عليكم» ورحمة الله على المعتصم الذي لبى استغاثة امرأة من عمورية حين قالت «وامعتصماه» .

رب معتصماه انطلقت ملء افواه الصبايا اليتم
لامست أسماعكم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

وغزة ملت العزة التي نفقدها كل لحظه كم أشعرتنا بمدى العارالذي نجمله من سنين وهو سلب فلسطين الحبيبة بيد أحفاد القردة والخنازير، يجب ان تكون انطلاقتنا وتوجهنا الى نصرة القضية الفلسطينية ان تكون مدروسة وممنهجة بحيث ان نبقى نذكرها دوما اينما حللنا او ارتحلنا وألا يكون ذكرنا لها وقتي وآني مع كل حملة أو غارة، بل يجب أن تكون في قلوبنا دوما وابدا ماحيينا وان نرضعها لابنائنا مع الحليب وان نذكرهم بها وان نستحث همهم للذود عنها وذلك انطلاقاً من امكانياتنا وقداتنا وليس فوق طاقاتنا انه قد لايروق حديثي للمتسرعين لكني أؤكد ان امكانياتنا وقدراتنا شعوبا وحكاما عدة وعتادا لن تصمد كثيراً تجاه ترسانة العدو، لكن ان نحسب حساباتنتا بطريقة واقعية وصحيحة انطلاقاً من امكانياتنا وقدراتنا بحيث نبتعد عن الشعارات الكذابة وعن المزايدات والمكايدات وان تكون افعالنا رشيدة وخطواتنا مدروسة.

يا أهل غزة العزة انكم بمواقفكم الفولاذية ووقوفكم أمام الترسانة العسكرية وانتم عزل جعلتمونا نخجل من أنفسنا ونرى الذلة والمهانة الكبرى في نفوسنا ونحن واقفون عاجزون لاحول لنا ولاقوة، لكن مواستنا فيكم دعمنا السخي بالمال وهو جهاد، ولكم منا الدعوات الصالحات بأن يفرج الله عنكم ويجركم في مصيبتكم ويخلف لكم ولنا خيراً منها واصبروا وصابروا فإن النصر آت لامحالة