ذكر ان بعض
امراء المغول تنصر فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغول فأخذ احدهم
ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم ويسبه وكان هناك كلب صيد مربوط فلما اكثر
المغولي من السب وثب عليه الكلب وعضه فما خلصوه منه الا بالقوة فقال له
بعضهم هذا بكلامك في محمد فقال لا والله لكن هذا الكلب عزيز نفس رآني اشير
بيدي فظن اني أريد ضربه ثم عاد الى سب الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقاصه
فأطال فوثب الكلب عليه مرة اخرى فقبض بأسنانه على بلعومه فاقتلعه فمات
الملعون من ساعته فتأثر كل من كان حاضرا اشد التأثر واسلم بسبب ذلك نحوا من
اربعين الفا من المغول.
قال تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو) المدثر.
وقال (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) الحج.
سجن المؤمن وجنة الكافر!!
ويروى ان الحافظ بن حجر العسقلاني حينما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في
موكب عظيم وهيئة فخمة اذ هجم عليه مسن يهودي عامل زيات واثوابه قذرة ملطخة
بالزيت وهو في غاية الرثاثة والشناعة فقبض على لجام فرس ابن حجر فقال:
ياشيخ الاسلام تزعم ان نبيكم قال: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فأي سجن
انت فيه واي جنة انا فيها! فقال الحافظ: انا بالنسبة لما اعد الله لي في
الآخرة من النعيم كأني في سجن الآن وانت بالنسبة لما اعد الله لك من العذاب
كأنك في جنة الآن فذهل اليهودي من هذا الرد وأسلم.
الكافر الوحيد الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
لما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الى الجبل ـ يوم احد ـ
يحتمون به أدركهم عدو الله ابي بن خلف على فرسه وهو يصرخ: اين محمد لا نجوت
ان نجا فقال القوم يارسول الله ايعطف عليه رجل منا؟ قال دعوه فلما دنا
تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حربة فانتفض بها انتفاضة تطايرنا من
شدتها ثم استقبل الكافر فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا واخذ
يخور خوار الثور.
وكان هذا الكافر يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة: يا محمد اني
اعلف فرسي هذه كل يوم لأقتلك عليها فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم: بل
انا اقتلك ان شاء الله فلما رجع الى قريش وقد خدشه رسول الله في عنقه خدشا
غير كبير قال: قتلني والله محمد قالوا: ذهب والله فؤادك والله مابك من بأس
فرد عليهم انه قد كان قال لي بمكة انا اقتلك فو الله لو بصق علي لقتلني ثم
احتقن الدم في عنق هذا الكافر فمات في الطريق وهم قافلون الى مكة.
الكلبان والثعلب
لما اشتغل الخليفة عبد الملك بن مروان بمحاربة عبد الله بن الزبير اجتمع
وجوه الروم الى امبراطورهم فقالوا قد امكنتك الفرصة من العرب بتشاغل بعضهم
ببعض فالرأي ان تهاجمهم في بلادهم وكان الامبراطور عاقلا فنهاهم عن ذلك
وخطأ رأيهم ثم دعا بكلبين فحرض بينهما فاقتتلا قتلا شديدا ثم دعا بثعلب
فخلاه بينهما فلما رأى الكلبان الثعلب تركا ما كانا فيه واقبلا على الثعلب
حتى قتلاه فقال لهم الامبراطور هذا مثلنا ومثلهم فعرفوا صدقه وحسن رأيه
وعادوا عن رأيهم. (عيون الاخبار لابن قتيبة 2/116 )