شهادة د. سيار الجميل
ألف د. سيار الجميل كتابا عن هيكل
أفرد فيه لقراءة في اتهامات جلال كشك لهيكل خصوصا الفصل الذي كتبه جلال كشك
في كتابه ( ثورة يوليو الأمريكية ) وهو بعنوان ( التاريخ البلاستيك وهيكل )
.. وكان مما قال في الكتاب بحق جلال كشك :
وبرغم الأسلوب السياسي الذي هاجم
فيه محمد جلال كشك عدوه اللدود محمد حسنين هيكل، واختلافي مع اللغة التي
استخدمها كشك في هجومه على هيكل، في استخدام الأسلوب السياسي ضده، إلا أن
في كتاب ” ثورة يوليو الأمريكية.. ” إدانات “واضحة ومقارنات صحيحة لا حصر
لها في المعلومات التي سجلها المؤلف على كتب هيكل، وان كشك قد وثق جملة
كبيرة من مقارناته التي سيستخدمها الباحثون في نقد هيكل بمتابعاتهم عنه
مستقبلا.. علما بأن هيكل لم يرد حتى يومنا هذا على اتهامات كشك وغيره ،
وهذا ما يضعف من كتابات الرجل، خصوصا وان الاتهامات لم تكن قليلة، فلقد
بلغت عدد صفحات كتاب كشك (645) صفحة. ومن يقرأ كتاب محمد جلال كشك سيقف
حائرا جدا ليست إزاء رجل اسمه محمد حسنين هيكل، بل إزاء جملة من الأسرار
التاريخية في حياة العرب إبان النصف الثاني من القرن العشرين.. والتي اعتقد
أن ألغازها ستحلها الأجيال العربية القادمة في القرن الحادي والعشرين
سيار الجميل – أستاذ التاريخ بعدد
من الجامعات العربية ، في كتابه ( تفكيك هيكل : مكاشفات نقدية في إشكاليات
محمد حسنين هيكل ) / نقلا عن مقال للدكتور محمد عباس بعنوان : يا هيكل من
المسؤول ؟
========
ألف د. سيار الجميل كتابا عن هيكل أفرد فيه لقراءة في اتهامات
جلال كشك لهيكل خصوصا الفصل الذي كتبه جلال كشك في كتابه ( ثورة يوليو
الأمريكية ) وهو بعنوان ( التاريخ البلاستيك وهيكل ) .. وكان مما قال في
الكتاب بحق جلال كشك :
وبرغم الأسلوب السياسي الذي هاجم فيه محمد جلال كشك عدوه اللدود
محمد حسنين هيكل، واختلافي مع اللغة التي استخدمها كشك في هجومه على هيكل،
في استخدام الأسلوب السياسي ضده، إلا أن في كتاب ” ثورة يوليو الأمريكية..
” إدانات “واضحة ومقارنات صحيحة لا حصر لها في المعلومات التي سجلها
المؤلف على كتب هيكل، وان كشك قد وثق جملة كبيرة من مقارناته التي
سيستخدمها الباحثون في نقد هيكل بمتابعاتهم عنه مستقبلا.. علما بأن هيكل لم
يرد حتى يومنا هذا على اتهامات كشك وغيره ، وهذا ما يضعف من كتابات الرجل،
خصوصا وان الاتهامات لم تكن قليلة، فلقد بلغت عدد صفحات كتاب كشك (645)
صفحة. ومن يقرأ كتاب محمد جلال كشك سيقف حائرا جدا ليست إزاء رجل اسمه محمد
حسنين هيكل، بل إزاء جملة من الأسرار التاريخية في حياة العرب إبان النصف
الثاني من القرن العشرين.. والتي اعتقد أن ألغازها ستحلها الأجيال العربية
القادمة في القرن الحادي والعشرين
سيار الجميل – أستاذ التاريخ بعدد من الجامعات العربية ، في
كتابه ( تفكيك هيكل : مكاشفات نقدية في إشكاليات محمد حسنين هيكل ) / نقلا
عن مقال للدكتور محمد عباس بعنوان : يا هيكل من المسؤول ؟
عن تزوير هيكل
هذا جزء من مقال الدكتور عباس ( حادث المنشية 2 ) يصدق فيه
اكتشافات جلال كشك عن تزوير محمد حسنين هيكل للتاريخ ، بل واختلاف نسخ كتبه
العربية عن النسخ الإنجليزية ، فيذكر معلومات للغرب لا يذكرها لقرائه
العرب حتى يصل به الأمر إلى أن يحذف من الوثائق نصوصا في طبعته العربية .
————
لقد ظللت أعواما لا أريد أن أصدق جلال كشك في انتقاداته العنيفة
واتهاماته الأعنف لمحمد حسنين هيكل.. وكان أحد هذه الاتهامات هو
الاختلافات بين نصوص كتبه ما بين الطبعة العربية والطبعة الإنجليزية.. كنت
دائما أدافع عن هيكل.. وكنت أقول لنفسي أن خصائص كل لغة تستلزم نوعا من
الاختلاف في الأسلوب.. لكن واقعة محددة طعنت قلبي..
واقعة واضحة صريحة مريرة فاجعة تنال مباشرة من مصداقية هيكل
الذي كنت أظن أنني فهمته فهو لا يكذب أبدا كما أنه لا يقول الحقيقة كاملة
أبدا.. كنت مقتنعا بذلك.. وكنت أظن أنه مفيد على أي حال كمصدر للمعلومات
وكمحلل بارع.. ولم أكن قد أمسكت به متلبسا بالتزوير .. وحتى عندما دبج جلال
كشك آلاف الصفحات.. وحتي بعد كتابات مايلز كوبلاند ومصطفى أمين ظل رأيي في
هيكل كما هو..
كنت دائما أنصف هيكل على حساب جلال كشك.. بل كنت أتهم مصداقية جلال كشك عندما يكتب عن الطبعات الأجنبية لمؤلفات محمد حسنين هيكل..
لكن الميزان بدأ يميل لصالح جلال كشك.. وفي واقعة محددة ولنقرأ
في كتابه: ثورة يوليو الأمريكية – الطبعة الثالثة- المكتبة الثقافية ص 95 و
96:
.. ونمضي في المقارنة بين ما قيل للغربيين المتنورين، وما أعدته
مؤسسة تزييف التاريخ لقرائها بالعربية.. فنقارن بين صفحتي 49 الطبعة
العربية و صفحة 8 من الطبعة الإنجليزية ( من كتاب ملفات السويس) فنفاجأ بأن
الأستاذ قد أتحفنا بنص رسالة الوزير الأمريكي المفوض في مصر عن اللقاء بين
فاروق وروزفلت، وترجمها مشكورا هو أو مكتب سكرتيرته السابقة، المتآمرة على
” الزعيم ” بواقع التسجيلات.. ومنح الخطاب رقم 11 في قائمة الوثائق التي
ازدان بها الكتاب العربي وطرب لها الأميون-. ومن أجل استرداد المصداقية
التي ضاعت! إلا أننا نكتشف أنه حتى في الوثائق، فإن الأخ الأكبر لا يتورع
عن تنقيح التاريخ، بما لا يخدش حياء قرائه القاصرين.. ففي الوثيقة العربية
سقط عمدا أهم ما قاله الرئيس الأمريكي للملك فاروق. الأمر الذي لم يكن
بوسعه حذفه من الطبعة الإنجليزية.. أو من يدري لعله فعل وأضافه الناشر
الإنجليزي لتعزيز المصداقية إياها!.. والنص المخفي هو:
واقترح الرئيس الأمريكي على ملك غير متجاوب، اقترح روزفلت تقسيم
الملكيات الكبيرة في (مصر وتسليمها للفلاحين لزراعتها ) (وقد بلغ الحرص
على دقة النص أن كلمة : فلاحين! كتبت هكذا: fellahin.. لتحديد الطبقة
المقصودة بالتوزيع .. لماذا ضن ” هيكل على البؤساء من قرائه العرب بهذا
النص البالغ الخطورة؟!.. رغم التطويل المتعمد في الطبعة العربية والاختصار
في الإنجليزية.. لماذا؟
الجواب معروف: لأنه يعزز حجة القائلين بأن الإصلاح الزراعي هو
أصلا، مطلب أمريكي قديم منذ 13 فبراير 1945) أي قبل الثورة بسبع سنين. وها
نحن في أول لقاء بين رئيس أمريكي وملك مصر، لا يجد الرئيسي الأمريكي ما
يقترحه على ” ملك غير متجاوب ” بل مهتم أكثر بالشكوى من معاملة الإنجليز،
لا يجد الأمريكي ما يطلبه إلا الإصلاح الزراعي.. ولكن لأن هذه الحقيقة تعزز
حجج خصوم الناصرية فقد استحقت أن تنسخ وفي أول ملزمة.. ولكن هيهات فقد بقي
حكمها! بل ونصها الأفرنجي!
وعندما يكتب التاريخ بهدف إخفاء تهمة، فهو لا يكون تاريخا، بل شعوذة وتزويرا في مستندات رسمية..
***
هرعت إلى نسخة ملفات السويس عندي ولم أجد الجملة ..
وظل الميزان يميل لصالح جلال كشك أعواما و أعواما.. ولكن ظلت
هذه الواقعة تضيع في زحام مشاغلي وعدم تيسر طبعة إنجليزية.. حتى لجأت أخيرا
إلى صديقي الأستاذ محمد طاهر وهو يقيم بالخارج فتفضل بإرسال صورة لصفحة 8
بالنص الإنجليزي..
وشعرت بطعنة الخيانة..
هيكل إذن درج على إخفاء ما يتعلق بعلاقة ثورة 23 يوليو بالمخابرات الأمريكية..
وكان نص الصفحة كالآتي:
Cutting the Lions Tail
populous and potentially the most powerful of the emerging Arab nations
And Ethiopia, together with the British at their base in Aden,
controlled the strategically vital straits between the Red Sea and the
Indian Ocean.
At noon on 13 February 1945, Roosevelt received Farouk on
board USS Quincy, anchored in the Great Bitter Lake. To an unresponsive
monarch, more interested in complaining about the iniquities of
Killearn, he suggested that it might be a good idea to break up the
large landed estates in his country and hand them over for cultivation
by the fellahin .
At noon the following day he received the King of Saudi
Arabia. They considred the question of homeless Jews in Europe, the King
insisting on the impossibility of cooperation between Arabs and jews,
in Palestine or anywhere else, and the President promising that he would
do nothing to assist the Jews against the Arabs and that he would make
no move hostile to the Arab people.
The two leaders then went on to discuss the British and the
French. `We like the English, said the President, `but we also know the
English and how they insist on doing good themselves. You and I want
freedom and prosperity for our people and their neighbours after the war
The English also work and sacrifice to bring freedom and prosperity to
the world, but on the condition that it be brought by them and marked
“made in Britain”.’ lbn Saud smiled, and nodded assent.
Later the King said that he had never heard the English so accurately
described. `The contrast between, the President and Mr Churchill is
`very great,’ he told the American Minister in Jeddah `Mr Churchill
speaks deviously, evades understanding, changes the stabject to avoid
commitment. C.ordng me repeatedly to bring him back to the point.
The President seeks understanding in conversation; his effort is to
make two minds meet; to dispel darkness and shed light on the issue.’ On
his return Roosevelt told Congress that he had `learned more about the
whole problem, the Moslem problem, the Jewish problem, by talking with
ibn Saud for five minutes than could have learned in the exchange of two
or three dozen letters.’ An era of postwar harmony between America and
the Arabs seemed to be about to open.
Two months later Roosevelt was dead.