افتراضي سلسلة تاريخ البارسا 2000-2009 [ سنة 2007 كاملة] :بداية نهاية دريم تيم 2

سلسلة تاريخ البارسا (
2000 – 2009 ) سنة 2007 :


البارسا تقدم الألقاب على
طبق من فضة لخصومها



المقال الثامن من السلسلة المخصصة لعشرة سنوات من تاريخ البارسا (
2000-2009) مخصص لسنة 2007 التي عرفت بداية نهاية أحد أحسن فرق كرة القدم
على مر التاريخ و الذي أهدى لمنافسيه الألقاب التي كان بإمكانه الفوز بها .






محروما من خدمات البيتشيشي صامويل ايتو و من ظاهرته الارجنتينية
ليونيل ميسي المصابين ، عاد فريق البارسا لبرشلونة و هو مجروح بهزيمته في
الموندياليتو ، الذي كان احسن رمز له ، هي دموع الطفل محب البارسا ليو
ميازاغاتا .


أنهى الفريق السنة بتعادل في عقر داره أمام الاتليتيكو مدريد ،
الفريق الذي لم يهزمه منذ فبراير 2004 ( تعادلان و 3 هزائم ) ، مما أرجعه
ثلاثة نقط خلف المتصدر اشبيلية و لكن بمباراة ناقصة .



فقد كانت سماء كتالونيا رمادية في تلك الأيام خصوصا و ان بطل
أوروبا لم يستغل هزيمة اشبيلية أمام سرقسطة ( 2-1 ) حين عودة الليغا بعد
أعياد رأس السنة ، إذ أجبرت البارسا على التعادل أمام خيتافي ( 1-1 ) ، في
حين أن ريال مدريد الذي انهزم في ريازور للسنة الرابعة على التوالي ( 2-0 )
بقي بعيدا عن الصدارة .




تواصلت السلسلة السوداء للبارسا في الديربي البرشلوني إذ انهزمت
البارسا امام الاسبانيول ب3-1 . لكن سافيولا الذي يتجاهله مدربه بطريقة
ظالمة ، استغل دخوله خلال المباراة لتسجيل هدف و كسب نقط على منافسه
الايسلاندي غودجونسون الذي لم يقنع في دور بديل صامويل ايتو .



دخل الأرجنتيني كلاعب اساسي في مباراة ثمن نهائي كأس ملك اسبانيا
أمام الفاريس ،و اكد أهليته بالانضمام للتشكيلة الأساسية بتسجيله ثلاثية . و
أمام جيمانستيك طراغونيس ، كان لاعبا اساسيا للمرة الثانية في الليغا و
افتتح حصة التهديف في مباراة انتهت بفوز ب 3-0 .



رونالدينيو الذي كان يتصرف بدون حس احترافي ، كان رغم ذلك يتحمل
مسؤوليته أمام المرمى خصوصا في الضربات الثابتة و ساعد بذلك أن يبقى حيا
الفريق الذي فقد تألقه في بضعة شهور .


لحسن الحظ ، لم يبقى ورنالدينيو وحيدا في الهجوم ،إذ تعافى كل من
ليو ميسي و صامويل ايتو و صارا قريبين من العودة للمباريات .







أمام راسينغ سانتاندير ، في الوقت الذي سجل فيه رونالدينيو هدفه
الثاني في المباراة ، دخل ليو ميسي للملعب . كان من المتوقع أن يدخل صامويل
ايتو أيضا ستة دقائق قبل انتهاء المباراة ، غير أن الكاميروني رفض أن يقلع
بذلته الرياضية .


كان تصرف انتقده علانية مدربه فرانك رايكار و نائب قائد الفريق
رونالدينيو . و احتدم الجدل و يومين بعد المباراة ، ايتو الذي لا يعرف كيف
يتحكم في لسانه ، بادر للهجوم المضاد أمام الصحافة التي تعبته لفيلافرانكا
ديل بينيديس .


اتهم ايتو فرانك رايكار بسوء نية و قال عنه " إنه شخص سيء "و
ملمحا بوضوح شديد في كلامه لرونالدينيو ، قال ايتو " هو الذي يجب عليه أن
يفكر في المجموعة " .


و بذلك كشف ايتو المشاكل التي كانت تنخر غرفة الملابس و أكد
بصراحة ا،ها مقسمة إلى قسمين . من جهة اللاعبون الذين أتى بهم الرئيس جوان
لابورتا و من جهة أخرى اللاعبون الذين أتى به نائب الرئيس السابق ساندرو
روسيل .





رغم مصالحة شكلية بين ايتو و رونالدينيو خلال حصة تدريبية أمام
عدسات الكاميرات ، وقع هذا الجدال في أسوء وقت ممكن . فبعد هزمية أمام
فالنسيا ( 2-1 ) ، أفلت الكتلان فرصة الهروب عن أقرب منافسيهم على اللقب في
ليغا جد تنافسية .


في الجولة 23 ، كان الكتلان بنفس عدد نقط اشبيلية ( 46 ) لكن هذه
المرة بنفس عدد المباريات . و كان يلزمهم جرأة اكثر في ثمن نهائي دوري
الأبطال أمام ليفربول في مواجهة يتقابل فيها حاملي أخر لقبين في هذه
المنافسة .





كانت البارسا هي المرشح الاقوى للفوز و التأهل لأن الريدز كانوا
في حالة سيئة في الدوري الانجليزي لكن المواجهة بالإقصاء المباشر للمغلوب
أمر لا يخيف الانجليز خصوصا و ان مباراة العودة ستجرى في ملعبهن الاسطوري
الأنفيلد . بالإضافة إلى ذلك ، فرجال بينيتيز لديهم 11 يوم للاستعداد
للمواجهة في حين لاعبي البارسا ليس أمامهم سوى ثلاثة ايام و استغل الانجليز
تلك الفترة لإجراء معسكر تدريبي في البرتغال .



خلال ذلك المعسكر التدريبي ، جن جنون غريغ بيلامي و ضرب زميله جون
أرن ريزي بواسطة عصا لعبة الغولف . و ما هو غريب هو أن الرجلين معا لم
يتأثرا بما حدث بينهما و كانا لاعبين حاسمين في المباراة ضد البارسا .





فرغم بداية مباراة قوية للكتلان توج بهدف بالرأس لديكو بعد مجهود
فردي جيد لزامبروتا الذي كان اساسيا على الجهة اليسرى ، بلامي صم يريزي ،
بكافيار أهداه له الأول ، استغلا الأخطاء الفظيعة لفالديس و ماركيز لكي
يغيرا النتيجة و المباراة .




الهدف الأول للفربول كان ضد مجرى المباراة تماما ،و احتفل به ريزي
بطريقة لعب كرة الغولف في رد منه على منتقديه .



خصر سافيولا على فرصة ذهبية لتسجيل هدف التعادل ، إثر انفراد
بحارس المرمى الانجليزي ، لكنها لن يستغل الفرصة ، كما أن البارسا حصلت على
ضربة خطأ خطيرة نفذها ديكو ، غير ان كرته ارتطمت بقائم المرمى تاركة طعم
الخيبة لمحبي البارسا التي فقدت شبه كليا لقبها و صارت ملزمة بتسجيل هدفين
في ليفربول في مباراة الإياب .



غداة هذه المباراة ، كانت الصدمة عامة في برشلونة لكن البلوغرانا
لم يستسلموا و وعدوا بالقيام بكل ما في امكانهم لكي يغيروا الامور لصالحهم
في مباراة الإياب .


غير أن مباريات مهمة تنتظر البارسا قبل إجراء مباراة الإياب في
ليفربول . أول مباراة هي ربع نهائي كاس الملك أمام سرقسطة حيث يجب على
لاعبي البارسا تقديم روحهم لو اقتضى الأمر ماداموا قد انهزموا في مباراة
الذهاب التي اجريت في الكامب نو ب0-1 . قدم رايكار تكتيكا جديدا ،إذ عوض
الخطة المقدسة 4-3-3 منذ سنة بداية سنة 2004 ، اعتمد على خطة 3-4-3 التي
تسمح له بإشراك ثلاثة لاعبي وسط مبدعين هم ديكو ،تشافي و انييستا ،و خلفهم
لاعب ارتكاز .


هي خطة كرويفية بعثرت كليا أوراق فيكتور فيرنانديز مدرب سرقسطة .
بفضل شوط اول رائع ، فازت البارسا ب1-2 لكنها عاشت نهاية مباراة جد صعبة
بعد أن قلص النتيجة جيرار بيكي اللاعب السابق في لاماسيا المعار من
مانشستير يونايتد لسرقسطة .




بإشراك زامبروتا الذي قدم موسما مستواه أقل بكثير مما كامن متوقع
منه ،واجها البارسا اشبيلية باسلوب لعب مزيج من 3-4-3 و 4-3-3 . كون
البارسا تتصدر الليغا لا يريج رايكار الذي واصل تجاربه التكتيكية . إذ أن
فوزا أمام اشبيلية من شأنه أن يبعد البارسا عن ملاحقها بخمسة نقط في حين أن
هزيمة أمام فريق اشبيلية تجعل هذا الأخير يتجاوز البارسا في الترتيب . هو
ما يسمى في عالم كرة القدم بالمباراة التي تساوي ستة نقط . الكتلان الذين
أهينوا في مباراة كاس السوبر الأوروبي على يد اشبيلية ، بدؤوا المباراة على
أحسن وجه حيث سيطروا عليها منذ بدايتها و سجل رونالدينو برأسية إثر عرضية
من زامبروتا .




لم يكون يعلم ذلك حينها أن الدقيقة 27 ستكون نقطة تحول في
المباراة و ربما أيضا نقطة تحول في الليغا . بعد أن فقد الكرة أمام
رونالدينيو ، ارتكب أيتور أوسيو خطأ في حق البرازيلي بصفته أخر مدافع و
اضطر فريقه لتلقي العقوبة المزدوجة : ضربة جزاء و طرد . لكن صاحب الكرة
الذهبية لسنة 2005 ، باحثا عن الاقتصاص لنفسه ، سدد بقوة انجاه وسط المرمى و
تصدى بالوب المختص في هذه الضربات لتسديدته .



و عوض ان تكون البارسا متقدمة ب2-0 ، زادت الأندلسيين حماسا ،
لدرجة أن أليكساندر كيرزاخوف عدل النتيجة مينا عن حسن تهديفي عالي 11 دقيقة
بعد تضييع البارسا لضربة الجزاء . دانييل ألفيس الذي كان اسمه يتردد بقوة
كلاعب للبارسا في المستقبل ، لم يترك الفرصة تفلت لكي يعطي الافضلية لفريقه
بتسجيله هدفا من ضربة خطأ في الدقيقة 61 .



كانت البارسا تتلقى درسا على ايدي وصيفها الذي يعاني من النقص
العددي . نقص عددي انتهى بمجرد تسجيل الهدف الثاني لاشبيلية ، إذ تم طرد
جيولي بطريقة ظالمة جدا .


انقلبت المباراة إلى كابوس حين طرد زامبروطا ربع ساعة بعد طرد
جيولي . اشبيلية الفائزة ب1-2 صارت هي المتصدر الجديد لليغا . و رأت
البارسا فالنسيا و ريال مدريد يقتربان منها على بعد اسبوع عن اجراء كلاسيكو
كل المخاطر .




لكن قبل إجراء المباراة الأكثر إثارة من بين كل مباريات الدوريات
في العالم ، كان يجب على البارسا تحقيق انجاز في معبد كرة القدم : ملعب
الأنفيلد حيث في السرداب المؤدي لأرضية الملعب ، سيسمع لاعبو البارسا
النشيد الذي تقشعر له الأبدان : يزل نيفر والك لاون . نشيد ردده أيضا بكل
روح رياضية المشجعين الكتلان الموجودين في الملعب و الذين أتوا لتشجيع
لاعبيهم .




عاد من جديد لصفوف الفريق الثلاثي الناري رونالدينيو ، إيتو و
ميسي لكن 3-4-3 التي كانت جد فعالة أمام سرقسطة و فاشلة أمام اشبيلية ،
عادت من جديد أيضا . و لم تعطي مفعولا ايجابيا في نصف ساعة أولى من
المباراة كانت في اتجاه واحد : كلها لصالح ليفربول . تسديدتان صاروخيتان من
جون أرني ريزي خلال الدقائق 11 الأولى ، واحدة منها على العارضة و اربعة
فرص تسجيل متتالية أنقذها فالديس و بويول بأعجوبة ( الدقيقة 25 ) و قذيفة
على بعد 40 متر أرسلها محمد سيسوكو بعد ابعاد للكرة من فالديس . هذه هي
الفرص الحقيقية للتسجيل التي أتيحت للفيربول و لم يستغلها لإمطار شباك
البارسا بالأهداف .


بعد ذلك وازنت البارسا قوة المباراة وصارت متكافئة نوعا ما بين
الطرفين لكن كاريغير في أحسن حالاته منع البارسا من التسديد نحو المرمى . و
كان يجب انتظار ضربة خطا نفذها رونالدينيو في بداية الشوط الثاني لكي يتم
أخيرا إزعاج بيبي راينا حارس المرمى ابن لاماسيا .



عاد البرازيلي مرة أخرى دقائق قليلة من بعد لتهديد مرمى راينا ،
إذ إثر توغل رائع بالكرة سدد نو المرمى لتصطدم كرته بالقائم الأيسر لمرمى
الانجليز . و أخيرا دخلت البارسا للمباراة ، لكن يلزمها تسجيل هدفين . لم
تسجل في نهاية المطاف سوى هدف واحد بواسطة غودجونسون الذي دخل لتوه كبديل
لليليان تورام . الايسلاندي المتعود على الكرة الانجليزية ، انطلق من حدود
التسلل و استغل التمريرة السحرية لتشافي و راوغ راينا و سجل هدفه مانحا
بذلك للبارسا ربع ساعة من الأمل في التأهل . ربع ساعة لم تستغلها البارسا
جيدا رغم الفرصة التي اتيحت لرونالدينو .


و بفضل تدخل بارع لفالديس في الدقيقة 32 الذي عوض عن هفوته في
مباراة الذهاب ، و بفضل الحس التهديفي لغودجونسون ، تفادى البلوغرانا
الخروج من دوري الأبطال من بابه الصغير إذ عادوا من الانفيلد فائزين ب1-0
منقذين بذلك ماء الوجه و لو أنهم أجبروا على التخلي عن لقبهم منذ دور ثمن
النهائي .




دقت ساعة الكلاسيكو . كانت مباراة أثبت أكثر محدودية خطة 3-4-3
التي أعطت مفعولا جيدا مرة واحدة لا غير و بفعل المفاجأة لا غير و تم
التخلي عنها بعد ذلك . بالإمكان تسمية هذه المباراة ب " مباراة ليو ميسي " .
فقد اثبتت المهارات الخارقة لميسي . ثلاث مرات كانت البارسا متأخرة في
النتيجة ثلاثة مرات عدلت النتيجة بفضل البرغوثة دائما . فقد ابان ميسي عن
برودة دم هائلة لا يمكلها إلا اللاعبين الكبار ذوي الخبرة الكبيرة في
الهدفين الأولين : تسديدة ارضية خدعت كاسياس و كرة نصف هوائية تحت عارضة
المرمى الذي كان يحرسه اربعة لاعبين مدريدين متصافين امام خط المرمى . في
الوقت بدل الضائع ، خطف الارجنتيني نقطة من ذهب بفضل مجهود شخصي رائع له
توجه بهدفه الثالث : هدف التعادل للمرة الثالثة .



بفضل ميسي ، نجح فريق البارسا في ترك خصمه ريال مريد بعيد عنه
بخمسة نقط و بما أن جاره ناستيك خلق مفاجأة من العيار الثقيل في اليوم
الموالي أما اشبيلية ، عاد فريق برشلونة للصدراة من جديد . كان يمكن أن
يقول الجميع " شكرا يا ميسي " الذي ، و لو أن الاعتراف بذلك و الكلام عنه
كان لا يزال شيئا محرما في البارسا ، يثبت يوما بعد يوم أنه من احسن
اللاعبين في العالم في ذلك الوقت إلى جانب كل من كريستيانو رونالدو و كاكا .




في الوقت الذي عودة ايتو للملاعب افادت كثيرا الفريق ، اللاعب
الذي صار الجميع في العالم يقارنه منذ وقتها بدييغو مارادونا اثبت للجميع
أنه بالفعل خليفة الفتى الذهبي لكرة القدم .



في نصف نهائي كاس ملك اسبانيا أمام خيتفي ، وقع نسخة طبق الأصل
للهدف الأكثر شعبية لمارادونا ، هدفه في مرمى الانجليز في كأس العالم 1986 .
حيث انطلق ميسي من نصف ملعب البارسا و راوغ أربعة لاعبين لخيتافي واحدا
تلو الأخر ثم راوغ حارس مرمى خيتافي و سجل هدف دخل التاريخ .




سجل بعده ميسي هدفا آخرا في نفس المباراة لا يقل جمالية لكن أخفى
أهميته و جماله هدفه الاول . قاد ميسي البلوغرانا نحو الفوز ب 5-2 . وضعت
البارسا قدم و نصف في نهائي كاس ملك اسبانيا ، جعلها تتصدر الليغا بفارق 4
نقط عن اشبيلية و 5 عن ريال مدريد . الثنائية صارت محتملة أكثر من أي وقت
سابق .


لكن أمام فالنسيا الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال ، تعثرت
البارسا ب2-0 ، إذ كانت دائما عاجزة عن فرض أسلوب لعبها أمام الفرق القوية
في الليغا .




لحسن الحظ ، باستثناء تنقل إلى ملعب فيسينتي كالديرون ، لم تواجه
البارسا سوى فرق صغيرة . ليفانتي و ريال سوسيداد عرفا بذلك . غير أنه كان
يجب الحيطة و الحذر لأن السمتوى الجيد للاعبي اشبيلية و الغرينتا التي
استعادها المدريديون لا تترك للبارسا حرية فقدان نقط .



لكن ربما الكتلان لم يستوعبوا ذلك و لهذا لم يكون اسقوطهم إلا أشد
ألما و قوة . أولا أمام خيتافي ، حيث تعالى لاعبو البارسا على خصومهم ،و
إذلت البارسا ضد كل التوقعات بهزيمة ثقيلة 4-0 . كان تراخيا غير مقبول
تماما و هي على بعد خطوة من النهائي .


أكيد أن هذا الخطأ يعد من بين افظع الاخطاء التي ارتكبت في تاريخ
النادي. و ماذا يمكن القول على مباراة بيتيس في الكامب نو ؟ تقدمت البارسا
في النتيجة بسرعة و عوض أن تقتل المباراة بواسطة الفرص العديدة التي حصلت
عليها ، رافائيل صوبيس القى ثلجا على الكامب نو في اللحظات الأخيرة من
المباراة بإحرازه هدف التعادل . و تم رمي نقطتين من النافذة ،في تصرف مناقض
تماما للاعبي كابيلو الذين بفضل الحماس و قوة الإارادة لم يتقفوا عن قلب
وضعيات سيئة جدا بالنسبة لهم و الخروج منتصرين بعدنا قدموا العرق و الدماء
في المباراة .


على بعد أربعة جولات فقط عن نهاية الليغا ، انتزع ريال مدريد
الصدارة بفضل فارق الأهداف الخاصة أي حسب المواجهة المباشرة بين الفريقين
رغم ان عدد أهداف البارسا بالنسبة العامة هو الأعلى بكثير .



لم يعود الكتلان يمتلكون مصيرهم بين أيديهم و كان يجب عليهم
انتظار تعثر ريال مدريد الذي لم يكون يتوقف عن حصد النتائج الايجابية
باستثناء هزيمة في سانتاندير جولات قليلة من قبل .



لكن في ملعب فيسانتي كالديرون ، كان عليهم هم أيضا ان ينتظروا ألا
يقدم الأتليتيكو هدية لألد خصومهم .قدم لاعبو الاتليتك أمام جمهورهم
مباراة عبارة عن فضيحة و خصوصا حارس مرماهم بيتشو . مما أثار بعض الضجيج في
محيط ريال مدريد الذي عاد بفوز اعجازي من ملعب هويلفا ( 2-3 ) .



في الجولة 36 ، بقي الحال على ما هو عليه ، إذ حققت البارسا ثأرا
صغيرا بفوزها على خيتافي ب 1-0 ،و فاز ريال مدريد أمام الديبورتيفو ب 3-1 .



الجولة 37 كانت مبدئيا الفرصة الذهبية للبارسا لكي تعود للصدارة .
فريال مدريد سافر لمواجهة سرقسطة الفريق الصعب و يمكنه أن يترك نقط نهاك .
و لكن كان يجب على البارسا أن تفوز مهما كان الثمن في الديربي البرشلوني
في الكامب نو و انتظار تعثر لريال مدريد .





في هذه المباراة افتتح اللاعب المشهور راوول تامودو حصة التسجيل
في الدقيقة 30 ، ليرد عليه ميسي الذي بلغ به التماهي مع دييغو مارادونا
لدرجة تسجيل هدف بيده قبل نهاية الشوط الأول بدقائق ( الدقيقة 43) . لكن
الارجنتيني الذي كان في قمة الحماس لم يتوقف عند هذا الهدف ، بل اضاف هدفا
شرعيا لا غبار عليه في الدقيقة 56 . في نفس الوقت ، الأخبار القادمة عن
المباراة الأخرى رائعة : ريال مدريد منهزمة ب 2-1 .



لم تبقى دقيقتان على انتهاء المباريتين معا . لحد الأن ، البارسا
متصدرة لليغا بفارق ثلاثة نقط عن ريال مدريد و تعادل في المباراة الاخيرة
امام الفريق المتواضع ناستيك يكفيها لكي تفوز بالليغا للمرة الثالثة على
التوالي .


لكن المهاجم الناري فان نستروي سجل هدف التعادل في سرقسطة في
الدقيقة 89 ( 2-2 ) . تقريبا في نفس الوقت ، و بالضبط 28 ثانية بعد هدف
الهولندي ، راوول تامودو يتلاعب بدفاع جد سلبي للبارسا يكاد يتفرج عليه و
ليس يواجهه و يسدد في مرمى فالديس . إنه " تامودازو " ، صاعقة رعدية تضرب
العاصمة الكتالونية . حفنة من الثواني السوداء انتقلت فيها الليغا من
برشلونة إلى مدريد .




لأنه حتى بعدما أمطرت البارسا شباك ناستيك المتواضع ب5-1 ، و رغم
الرغبة الحقيقية لمايوركا في هزم ريال مدريد ، كان الفارق مرة أخرى هو
الروح القتالية للاعبي مدريد التي زرعها فيهم كابيلو ،و هذه المرة بفضل
خوسي أنطونيو رييس بطل آخر مباراة رغم موسم صعب له على المستوى الشخصي .

يوم 18 يونيو ، استيقظت كتالونيا غير مصدقة
ما حصل و تشك في أنه فقط كابوس تسلط عليها بالليل في المنام ليس واقعا
عاشوه .و لكي يخفف الصدمة على قلوب السوسيو ، اسرع جوان لابورتا و ذراعه
الأيمن فيران سوريانو عملية استقدام تيري هنري .




كان الرئيس من أشد المعجبين بالفرنسي الذي كان يجب أن يكون في
برشلونة موسما من قبل ، لكن كبرياءه منعه من القدوم للكامب نو بعد هزيمته
في نهائي دوري الأبطال .... أمام البارسا ،و ضد كل التوقعات قرر البقاء مع
المدفعجية .


خروج نائب الرئيس ديفيد ديين رغما عنه و الشكوك التي كانت تحوم
حول مستقبل أرسين فينغر ،و خصوصا موسما ثاني خالي من الألقاب ، كل هذه
العوامل جعلت الفرنسي الذي قضى أغلب وقته في مصحة الارسنال يرجح عقله على
مشاعره و يقرر أخيرا الالتحاق بالبارسا . تيري هنري أدرك أنه طالما بقي في
الأرسنال الذي تم تشبيب فريقها بنسبة كبيرة ، لن يفوز بدوري الأبطال ،
اللقب الوحيد الذي تفتقده خزانته الشخصية.




يوم 22 يونيو ، تم التوصل إلى اتفاق بخصوص انتقاله في حدود 24
مليون يورو ،و ثلاثة أيام بعد ذلك تم تقديم هنري في الكامب نو أمام جماهير
متحمسة ناهز عددها 30.000 شخص . الصحافة الكتالونية كانت سعيدة بدورها .
بقدوم أحد احسن المهاجمين في عالم ، صار هجوم البارسا من نار :
الفانتاستيكو الأربعة ، رونالدينيو ، إيتو ، ميسي و هنري
.
و صاروا ستة بعد
بزوغ نجم لاعبين شبان مثل جيوفاني دوس سانطوس و بوجان كريكش خلال المرحلة
الإعدادية للموسم .






غير أن ذلك لا يمنع من وجود شكوك حول الحالة البدنية لتيري
هنري و تأقلمه مع الفريق و الجميع يتساءل هل سيمكن لرايكار اشراك
الفانتاستيك الأربعة معا أو سيضطر لترك واحد منهم على دكة الاحتياط .



وجدت هذه المشكلة التي كانت يتساءل حولها الجميع أول عناصر
تدعيم صحتها في المباراة المملة في سانتاندير . حافظ خلالها رايكار على خطة
4-3-3 ، مع هنري الذي بدأ المباراة على دكة البدلاء . خلال المباراة دخل
هنري كبديلا لميسي ما أظهر أن الفرنسي نوعا ما ضحية نجومية الأرجنتيني و
مكانته في الفريق . إذ بمجرد دخوله ، خلق الفرصة الاكثر جمالا خلال
المباراة لكنه كرته اصطدمت بالقائم ( 0-0 ) .



هذه البارسا لم تكون فانتاستيك بالمرة كما اعترف بذلك " تيتي "
في ندوة صحفية ،و لكن ربما مع الوقت ... .






منافسة يوهان غامبر أمام فريق الانتر المكون من البدلاء ،
تجولت البارسا في الملعب لكن الكارثة وقعت حين أصيب ايتو في إحدى أول كراته
. كانت ثاني إصابة خطيرة للكاميروني في أقل من سنة واحدة ،و كل مرة قبل
استقبال أتليتيكو بلباو بالضبط في الليغا .



هي إصابة كان من شأنها ، نظريا ، ان تحل نوعا ما مشاكل رايكار
لكنها اكيد لم تكون تسعده ، خصوصا و أن هنري لم يكون بالمرة بكامل لياقته
البدنية .





قدم الفرنسي أداء مقبولا في المباراة ضد أتليتيكو بلباو الذي
لم يساعده لا مستوى لاعبيه و لا مستوى التحكيم . كان هنري وراء حصول
البارسا على ضربة جزاء و أتيحت له فرصة تسجيل هدف غير ان القائم تصدى لكرته
.


فازت البارسا ب3-1 بفضل رونالدينيو قتال أثر من أي وقت سابق في
الكرات الثابتة و بفضل الأداء الجيد للاعبين من بين الثلاثة الجدد هما
يايا توري و اريك ابيدال الذين قدما للفريق قوة بدنية كان يفتقدها .






أما اللاعب الجديد الثالث غابرييل ميليتو ، فلم يدخل في
المباراة سوى في الدقائق الأخيرة منه إذ كان يفتقر بعد لإيقاع المباريات . و
يذكر أن الأرجنتيني كان سيوقع لريال مدريد أربعة سنوات قبل ذلك قبل أن
يتم رفضه بعد الفحص الطبي بسبب ركبة معرضة للإصابة .



في أوساسونا ، أكدت البارسا أنها فريق يعاني حين يلعب خارج
قواعده . وحدها حركة فنية بهلوانية لبوجان منحت بعض الجمالية لمباراة كانت
تسبه مباراة سانتاندير في رتابتها ( 0-0 ) .



حين عادت البارسا للكامب نو ، و اللاعبين حاملين قميصا مكتوب
عليه 50 سنة و في الوقت الذي فيه كان خبر مشروع تحديث ملعب نورمن فوستر على
وشك الكشف ، حطمت البارسا فريق ليون الفرنسي برسم دوري الأبطال بفضل
ليونيل ميسي . سجل هنري أول هدف رسمي له بقميص البارسا و تنفس الجميع
الصعداء .





أمام اشبيلية ، ظهر الثنائي ميسي – هنري إذ أن الأول سجل هدفا
بتمريرة ذكية من الثاني . لكن رغم ذلك ، لا مقارنة ممكنة بينهما ، البارسا
لا تعرف سوى فانتاستيك واحد هو ميسي . غير أنه هنري لم يكون محظوظا لأنه
منذ بداية الموسم ، صد أهدافه المحققة إما القائم الأيمن و إما الأيسر أو
العارضة .



غير أنه عرف النجاح أمام ليفانتي المتواضع و سجل في مرماه
أربعة أهداف خلال ثلاثين دقيقة (1-4 ) . كان أمر جيد بالنسبة له خصوصا ,
انه كان يمر من لحظات عصيبة على المستوى الشخصي .




مع مرور الوقت و المباريات ، بدأ يظهر تدريجيا أن ديكو و
رونالدينيو غير ضروريين في الفريق بأسلوب حياة مثير للجدل ، بدءا يبتعدان
شيئا فشيء عن المجموعة . مجموعة بدأت تقترب من نهايتها و تتفكك تدريجيا
بفعل ذلك على شاكلة الضربة فوق الطاولة التي قام بها جوزي ايدميلسن حين ندد
علانية بوجود " نعاج سوداء" في الفريق .




الجميع عرف من يقصده ايدميلسون : مواطنه رونالدينيو الذي صارت
نزواته و مجونه على كل لسان . غير أن هذه المرة ، الهجمة ضد روناليدينو
جاءت من امريكا الجنوبية و من ابن بلده و هذا ما أقلق أكثر النادي خصوصا و
أن ميسي صديق حميم لرونالدينيو .


غير ان " البرغوث " لم يأبه بذلك و واصل تألقه مع الفريق و فرض
نفسه كأحسن لاعب في العالم منذ بداية الموسم . لكنه كان وحيدا معزولا في
الهجوم و لا يجد بجانبه سوى هنري الذي يؤكد في كل مباراة الصعوبات التي
يجدها في الـاقلم مع البارسا و رغم الأداء الجيد و الواحد لبوجان ، كان
ميسي يرى فريقه يضيع نقط كثيرة فقد خضع الفريق بشكل كبير لهيمنة فياريال (
3-1 )و انهار تماما أمام خيتافي ( 2-0 ) . كانت مباراة مأساوية للبارسا
أمام فريق بدأ يستعيد لقبه ك " مرعب عملاقي الكرة الاسبانية " .




كان ريال مدريد العملاق الآخر للكرة الاسبانية يقود الليغا
بايقاع مرتفع . فان نستروي في الأمام و كاسياس في الخلف يضمنان لمدريد
الاهم و روبينيو بدأ أخيرا يثبت لماذا جلبته ريال مدريد .



في أخر مباراة من سنة 2007 ، التي سميت " مباراة القرن " ،
كانت أمام البارسا فرصة تقليص الفارق لنقطة واحدة . فقد عاد صامويل ايتو من
الإصابة و روناليدينو يتمنى الاستفادة من غياب تيري يهنري و من ميسي لكي
يظهر بوجه جيد . كما أن ديكو أدخل للضرورة كلاعب أساسي.




لكن البارسا كان ينقصها الإبداع في اللعب . و في الوقت الذي
ضيع فيه روناليدينو فرصة تسجيل هدف و تقليص الفارق إلى نقطة واحدة ، معتمدا
على فان نستروي ، صوب جوليو باتيستا قذيفة من بعيد نحو مرمى فالديس .
فازت ريال مدريد في الكامب نوب0-1 و وسعت الفارق إلى سبعة نقط ونكدت على
محبي البارسا الاحتفالات بأعياد رأس السنة . فيما البارسا يوم بعد يوم
تنزل أكثر للهاوية.