سلسلة تاريخ البارسا 2000-2009 [ سنة 2006 كاملة

المقال السادس من سلسلة عشرة سنوات من تاريخ
البارسا ( 2000-2009 ) مخصص لسنة 2006 . 2006 التي وصل خلالها جيل رايكار
لقمة مرحلة النضج و كان يجب أن يترجم ذلك النضج بتتويج مرتقب في دوري
الأبطال .





" نريد الشاميانز "



صرخ سنة 2003 مشجع للبارسا موجها كلامه
لجوان لابورتا الذي كان يغادر الكامب نو بعد خيبة أمل اخرى ،وقتها كانت
البارسا وصلت للقعر .


رد عليه لابورتا الذي كان حينها الرئيس
الجديد للبارسا قائلا :
" ستحصلون عليها " .





و اقل ما يمكن قوله هو أن سنة 2006 هذه بدأت على أحسن وجه
بالنسبة للبارسا و الجميع كان مفعما بالأمل المشروع . كانت البارسا هي
متصدرة الليغا و تنافس في كل الواجهات .


" الثلاثية ؟ لما لا . ثم ، إذا لم تتحقق هذه السنة ، سنحققها
في سنة أخرى . من يعلم ؟ " كان هذا هو الكلام الذي يردده بكل ثقة محبو
البارسا في بداية سنة 2006 .


في جميع الأحوال ، حققت البارسا عشرة انتصارات متتالية في
الليغا . ثلاثة عشر لو أضفنا دوري الابطال . و رغم إصابة تشافي التي أوقفت
نوعا ما السلاسة المعتادة في لعب الفريق ، كان الكتلان في حالة جيدة . في
الكأس ، أقصوا زامورا بدون أية صعوبة ( 1-3 و 6-0 ) . و كانت تلك المواجهة
المزدوجة فرصة لتألق و تسجيل أهداف من طرف بعض اللاعبين من الدرجة الثانية (
فان بوميل و لارسون ) و حتى من الدرجة الثالثة ( إيزكويرو ، ماكسي لوبيز )
.




في الليغا ، تواصلت سلسلة الانتصارات . 11 ، 12 ، 13 وثم 14
انتصارات متتالية ... لم يقاوم طويلا لا الاسبانيول و لا بلباو و لا ألافيس
و لا مايوركا . أمام ألافيس ، كان فريق البارسا لأول مرة بدون صامويل ايتو
الذي سافر للمشاركة في كأس افريقيا للأمم . و سجل بديله لارسون هدفا .
جيولي أحسن لاعب في تلك المباراة صدت العارضة ثلاثة من تسديداته . في حين
سجل منافسه ميسي هدفا لحظات بعد دخوله لأرضية الملعب . في جزر الباليار ،
سجل المعجزة الأرجنتينية هدفين لكن جيولي سجل ايضا هدفا في الشوط الأول .
التنافس الذي أل في السابق لصالح الأرجنتيني تكافأ في شهر يناير بين
اللاعبين ، قبل أمن يفرض ميسي نفسه بقوة و بصفة نهائية .



بعدها ، تلت مرحلة وجيزة من الشك .في سرقسطة ، الجلاد التقليدي
للبارسا في الكأس ، انهارت برشلونة ( 4-2) و تم طرد رونالدينيو ظلما .
الفوز في مباراة الإياب التي أجريت في برشلونة ب2-1 لم يكون كافيا و لم
يعود البلوغرانا يحلمون "سوى" بثنائية .





في الدوري ، فراق ايتو بدا يترك اثاره و في مباراة كارثية كان
رونالدينيو أيضا غائبا فيها ، انهزمت البارسا في عقر دارها أمام الأتليتيكو
ب1-3 .


هزيمة تلتها أخرى في الأسبوع الموالي في فالنسيا ، هذه المرة
بحضور ايتو و لكن في غياب ديكو و دائما بدون رونالدينيو . سجل دافيد فيا
هدفا من خطأ غير مفهوم لفيكتور فالديس .


و بدت الأمور واضحة ، بمجرد غياب اثنان من نجومها ( ديكو ،
إيتو و رونالدينيو ) تصاب الآلة البرشلونية بالعطب .



لحسن الحظ ، فترة الفراغ هذه كامن وجيزة ،و استعادت البارسا
عافيتها قبل المواجهة الصعبة أمام شيلسي مورينيو في دوري الأبطال ،و ذلك
بفوزها ضد بيتيس ب5-1 .





في سطانوردبريدج ، أجريت مباراة استثنائية بكل المقاييس ، من
طينة المباريات التي تبقى مرسومة في ذاكرة المشجعين . على أرضية ملعب
كارثية ، سيطرت البارسا على المباراة و هزمت الانجليز تقنيا . أوليغير
اللاعب غير المحبوب قدم مباراة جيدة و كان ايدميلسون لاعب ارتكاز جيد في
الوسط ، من جهته ديكو كانت بمثابة النحلة النشيطة المتنقلة بين الوسط و
الهجوم و كان أفضل لاعب في النصف الأول من تلك المباراة قبل ان ينزل أداءه
في الشوط الثاني منها . حاول الثنائي رونالدينيو – إيتو مباغثة الانجليز
بتحركاتهم التي لم تتوقف . لكن مفاجأة المباراة كان اسمها ليونيل ميسي .
عرف الارجنتيني العالم بنفسه بتحركاته النارية ، و تقديمه اداء من فئة خمسة
نجوم : سرعة في التحرك بالكرة ، مرواغات ، شقلبات ، تسديدات . كان خرافيا .
و قد تم طرد ديل هورنو بعد أن اراد ايقاف العزف المنفرد لميسي بطريقة غير
شرعية .





لكن رغم السيطرة الكبيرة للبارسا ، شيلسي هي التي افتتحت حصة
التسجيل بهدف لموتا ضد مرماه الذي لم يتفاهم مع فاليس بعد ضربة خطأ نفذها
لامبارد .


حاول رايكار أن يلعب ورقته " القاتلة " : حيث أخرج لاعب وسط
ليدخل مكانه المهاجم لارسون و بالتالي ترك لرونالدينيو مهمة القيام بدور
الرقم 10 .


لم ترتعد البارسا . جون تيري رد على موتا بخدعه بدوره حارس
مرماه سيشك . ثم من هجمة مضادة ،استغل ايتو تمريرة ذكية من ماركيز و مودعا
الكرة برأسية بديعة في المرمى . كانت الهجمة رائعة الجمال ، مثالا للسرعة و
الروح الجماعية . هدف يعبر عن ميزات فريق رايكار .



بنتيجة 1-2 في سطانفورد بريدج ، محت البارسا عار مباراتها هناك
في الموسم الماضي .


متوجة بهذا الانتصار الكبير و المهم ، واصلت البارسا سلسلة
انتصاراتها في الليغا ( في سرقسطة ، رغم الصراخات العنصرية ضد إيتو ،وضد
ديبورتيفو لاكورونيا ) .


مباراة الإياب الكبيرة ضد شيلسي جد منتظرة و مورينيو لعب فيها
كل أوراقه حيث اكتفى بلاعبين في الوسط هما ماكيليلي و لامبارد , أدخل أربعة
لاعبين هجوميين .


الشوط الأول من المباراة كان عنوانا للإبداع و السلاسة و
المستوى الراقي للعب من طرف البارسا أمام جمهورها . كان سمفونية يقودها
ديكو و رونالدينيو في أحسن حالاته .





قدم البرازيلي مهرجانا من الكرات بالكعب و اللمسات الفنية التي
بالإضافة إلى جماليتها كانت ناجعة و دائما في خدمة زملائه و لدفع البارسا
إلى الأمام . هناك من يعتبر أنه كان نقطة الأوج في مسيرة رونالدينيو
الكروية ، لقد كان بكل بساطة : الساحر .


غير ان سحابة عكرت اللعب الاحتفالي للبارسا : إصابة ليو ميسي
التي ستوصف في الأول بالطفيفة ، لكن بعدها لن تطأ قدما الارجنتيني أرضية
الملاعب طيلة ما تبقى من الموسم .


رغم ابداع البارسا انتهى الشوط الأول بنتيجة بيضاء بين
الفريقين .




في الشوط الثاني ، لم يبقى أمام اللندنيون أي خيار غير الهجوم ,
بطريقة منطقية كانوا الأكثر مبادرة ، لكن الثلاثي الدفاعي ماركيز ،
إيدميلسون و بويول كان مثالا في القوة و المهارة التقنية و الصرامة . هؤلاء
اللاعبين الثلاثة شكلوا العمود الفقري الدفاعي للبارسا . و كما لو أنه
القدر الذي أراد بهدلة شيلسي و مورينيو ، لم يكتفي اللاعب رقم 10
للبلوغرانا بالتعادل و سجل هدفا . 1-0 . أما الهدف الذي سجله لامبارد من
ضربة جزاء ، فلا احد اهتم به : الجميع كان يحتفل : البارسا تأهلت للنهائي و
أقصت البلوز .


بينيفيكا هي المنافس المقبل للبارسا .



في الليغا ، كان على البارسا أن تحافظ على هدوء أعصابها و
تدعيم صدارتها : لم تعود الثلاثية بعيدة .



و واصلت البارسا سلسلة نتائجها الجيدة . بطبيعة الحال ، عرفت
بعض التعثرات و كان هذا أمرا عاديا ( انهزام أمام أوساسونا : 1-2 ) ، لكن
الفريق حافظ على حظوظه و واصل انتصاراته . كان رونالدينيو هو الساحر الذي
يغير وجه كل مباراة ، إيتو أحسن هداف في العالم و ديكو حجرة الزاوية للفريق
. من جهتهما ، كان بويول و ماركيز ثنائي دفاعي متكامل بطريقة مذهلة .
اللاعب الشاب انذاك انييستا كسب مكانة في غياب تشافي ، بينما رغم مستاهم
المتوسط نوعا ما ، كان كل من فان بوميل ، فان برونخوست ، إيدميلسون و
أوليغر يقومون بباقي العمل و يكملون الفريق .





في لشبونة ، برسم ربع نهائي دوري الأبطال ، كانت البارسا
محرومة من خدمات عدة لاعبين مهمين : ماركيز ، ايدميلسون وبويول الثلاثي
الفائز ضد شيلسي ، كلهم كانوا غائبين.


كان هناك احتمال الاعتماد على اللاعب الشاب رودري ، لكن في
نهاية المطاف ، اختار رايكار أن يكون موتا في قلب الدفاع مع أوليغر . حينها
كان على انيستا أن يفرض ذاته في دور اللاعب المحوري للفريق و هو المركز
الذي سبق له أن لعب فيه .


عرفت المباراة سيلا هائلا من فرص التسجيل : فان بوميل ، لارسون
، ايتو و انييستا . لكن البارسا لم تجد الثغرة ، فيما تألق حارس المرمى
موريتو ، المتعد على دكة البدلاء في بينيفيكا . أنقذ مرماه بطريقة إعجازية
من أهداف محققة غير أن انقلب فجأة إلى مثال للهفوات بإبعاده الخاطئ
المتواصل للكرة أو بتسببه في ضربة خطأ غير مباشرة في مربع عملياته بعد أن
تسلم بيديه كرة أعادها له احد زملائه . لكنه رغم ذلك ، أنقذ فريقه من اهداف
محققة و انتهت المباراة ب0-0 .


مباراة الإياب في الكامب نو ، كانت مباراة الكبير صامويل ايتو .
كان صاحب التمريرات الحاسمة و الهداف و اللاعب الحاسم في الانتصار المتوقع
الذي حققته البارسا : لا يمكن لبينيفيكا أن توقف مسيرة البلوغرانا نحو
التتويج بدوري الأبطال . و انتهت المباراة ب2-0 .



حان بعدها وقت مواجهة ريال مدريد . رغم العدد الهائل من فرص
التسجيل في الشوط الثاني ، انتهت المباراة بنفس النتيجة التي انتهى بها
الشوط الأول : 1-1 . حيث كان رونالدو قد رد على رونالدينيو الذي افتتح
التسجيل من ضربة جزاء .


رايكار الذي كان واعيا بأن الفوز بالليغا سيأتي تلقائيا ، و لا
يقلقه سوى حظوظ فريقه في الفوز بدوري الأبطال ، قرر إراحة صاحب الكرة
الذهبية و ساحر الفريق رونالدينيو في مبارتين ( سانتاندير و فياريال ) و
ركز كل اهتمامه على المباراة التي سيواجه فيها فريقه السابق : الميلان الذي
يدربه انشيلوتي و الذي بلغ نهائي دوري الابطال في الموسم المنصرم .



إذا كان هناك متحف تجمع فيه المباريات الأسطورية لدريم تيم
اريكار ، اكيد أن المباراة ضد الميلان تكون في مقدمة تلك المباريات .





رغم غياب كل من ميسي ، ديكو و تشافي ، قدم الكتلان مباراة
رائعة . لكن البارسا لم تكون فقط بارسا السحر و اللعب الجميل في تلك
المباراة ، بل كانت ايضا بارسا اللعب الجماعي القوي . الدفاع كان من
مسؤولية الجميع ، باستثناء ربما رونالدينيو ،و الهجوم كان ايضا مهمة الجميع
، ربما باستثناء اوليغر . و رغم تعدد فرص التسجيل التي أتيحت للميلان ، لم
تفلت البارسا فرصة التسجيل و الانتصار مرة أخرى خارج قواعدها كما فعلت
أمام في سطانفورد بريدج .


الهدف كان من تسجيل جيولي ، الذي تلقى تمريرة في قمة الذكاء من
روناليدينو : 0-1 . حافظت البارسا بذكاء كبير على تقدمها و تركت
الايطاليون يركضون خلف الكرة بالاعتماد على لعب أساسه لمسة أو اثنتين للكرة
.



لما عادت لليغا ، كان التتويج الثاني على التوالي مضمونا بصفة
نهائية في ملعب سيلتا فيغو . كان على البارسا الأان تحقيق حلم كل محبيها .
الفوز في أمجد منافسة أوروبية كان اقل شيء بالنسبة لفريق يريد ان يكون ضمن
صفوة كرة القدم .



و للوصول للنهائي ، كان يجب على الفريق الكتالوني أن يتجنب
عودة الميلان المنهزم في عقر داره بهدف لصفر . هذه المباراة هي كانت الخطوة
الأخيرة قبل الوصول إلى نهائي باريز .


وفية لمبادئها ، لم تكتفي البارسا بالدفاع و ضمان تفوقها الذي
حققته في ايطاليا ، لكنها استمرت في تقديم كرة القدم الهجومية بدون توقف و
محاولة تسجيل أهداف . غير ان الميلان لم تكون لقمة سائغة و قجمت مستوى كبير
في الشوط الثاني . لكن بفضل صلابة الثنائي الدفاعي المكون من ماركيز ،
بويول و نجاعة ايدميلسون وسط الذي عرف كيف يحاصر كاكا و تألق انييستا ،
حافظت البارسا على تفوقها . انتهت المباراة بنتيجة بيضاء : 0-0 مكنت
الكتالونيون من السفر لباريز لمواجهة ارسنال تيري هنري ، أرسين فينغر و
سيسك فابريغاس .





في ملعب فرنسا بالعاصمة باريز كانت ستجرى اهم مباراة تلعبها
البارسا طيلة في عقد من الزمن .


ميسي و تشافي ليسا رسميين . الاول لم يلعب أية مباراة منذ
إصابته أمام شيلسي ،و الثاني لعب بعض المباريات بعد العودة من الإصابة ،
لكنه لم يكون في مستوى بدني يسمح له بالمشاركة في مباراة مثل هذه.



كان هناك سؤالان يطرحان بإلحاح بخصوص التشكيلة الاساسية التي
ستدخل بها البارسا : جيولي أو لارسون ؟ إينييستا أو فان بوميل ؟ حسم رايكار
،و فضل الفرنسي على السويدي بسبب نهاية الموسم الجيدة التي يقدمها جيولي
،و فضل المدرب اللاعب الهولندي على اللاعب الشاب الاسباني بسبب خبرة فان
بوميل و صلابته .





إذا ، في بداية المباراة ، أعلنت الأرسنال عن نواياها بترك
تيري هنري لوحده في الهجوم ، أبدت البارسا منذ البداية تفوقها و 4-1-4-1
التي اعتمد عليها فينغر سمحت خصوصا للاعبيه أن يبرزوا في المرتدات .
رونالدينيو كان في قلب الهجوم ، إيتو على اليسار ، بينما جيولي يفتح
المساحات على قدر استطاعته .





في الدقيقة 17 ،وقع حادث مؤسف بالنظرية لأهمية المباراة :
ارتكب ليمان خطأ في حق صامويل ايتو لكن جيولي سجل هدفا في الشباك الفارغة .
عوض ان يحتسب الحكم الهدف و يوجه انذار لليمان و تركه يواصل المباراة ،
قرر الحكم طرد حارس المرمى الألماني و إلغاء هدف جيولي . و واصلت الأرسنال
اللعب ب10 لاعبين ، مما لم يمنعها في افتتاح حصة التسجيل بواسطة صول كامبل
في الدقيقة 37 .


الشوط الثاني من المباراة كان عبارة عن هجوم / دفاع ، لكن
الأرسنال لم تكون بعيدة عن إضافة هدف على الاقل من مرتدتين ، هنري خدع
بويول و ماركيز لكن فيكتور فالديس في ليلة تاريخية قدم اداءا تاريخيا .
بعدها لجأ رايكار لوصفته التقليدية ساعة الضيق : لارسون بديلا للاعب وسط و
رونالدينيو في مركز لاعب وسط هجومي . بدأت البارسا تدفع إلى الأمام و تبحث
عن هدف التعادل بقوة . دخل بيلليتي مكان اوليغر لكي يزيد في خطورة البارسا .








و خلال خمسة دقائق ، عدلت البارسا النتيجة و أضافت هدف الفوز .
كان لارسون في المرتين صاحب التمريرة الحاسمة . إيتو وسجل هدف التعادل و
بيلليتي الذي لا أحد كان ينتظره كان هداف الليلة بتسجيله هدف الانتصار .









و حين أطلق الحكم صافرة انتهاء المباراة ، استوعب البلوغرانا
أن عمل سنتين توج أخيرا بفوز بأغلى الألقاب و برشلونة تربعت على عرش أوروبا
. فازت البارسا بتقديمها أيضا كرة قدم رائعة سحرت العالم بأجمعه .

كان صيف 2006 مضطرب بعض الشيء . طالب
معارضو لابورتا بانتخابات جديدة انطلاقا من هذه السنة لأنه تم انتخابه في
نهاية موسم 2002-2003 و ليس في بداية موسم 2003-2004 . لكن في نهاية
المطاف، لم يترشح أحد ضد الرئيس الذي كانت شرعيته بعد الموسمين الرائعين
في قمتها .





من جانب الصفقات ، عرفت البارسا قدوم لاعبين لعبا نهائي أخر
نهائيات كاس العالم و هما ليليان تورام و زامبروتا . كما أتى للبارسا
الايسلاندي غودجونسون كما عاد للفريق الارجنتيني صافيولا ضد إرادة رايكار .
في حين غادر الفريق كل من غابري ، لارسون ، فان بوميل و ماكسي لوبيز .







بالإضافة إلى ذلك ، أبرم النادي اتفاقا تاريخيا مع منظمة "
اليونيسيف " الهيئة الأممية المكلفة بحقوق الطفل . بمقتضى الاتفاق ، ستدفع
البارسا للمنظمة الانسانية كل سنة 1،5 مليون يورو و سيحمل قميضها الخالي
من أي إعلان اسم المنظمة الانسانية .



كان المناخ العام كله فرح و سعادة حول البارسا . الأكثر تفاؤلا
، كانوا يتوقعون حصد كل الألقاب : البارسا التي اصلا متفوقة على منافسيها
، تدعمت باثنين من أفضل المدافعين في العالم و بمهاجم قادر على اللعب في
عدة عدة مراكز ، دون نسيان عودة المايسترو تشافي و الظاهرة ميسي من
الإصابة . الكتلان يريدون الفوز بكل الألقاب .



للموسم الثالث على التوالي ، سجل جيولي أول هدف للبارسا في
مباراة رسمية :و سمح هدفه بالفوز في مباراة الذهاب لكأس السوبر الاسباني
بهدف لصفر .




مباراة الإياب كانت مجرد إجراءات شكلية . فازت البارسا ب3-0 ،
بهدف لتشافي و ثنائية لديكو من ضربة مقص رائعة .





لم يستطيع بايرن ميونيخ بدوره مقاومة البارسا في كأس غامبر :
4-0 هذه هي نتيجة المباراة و كانت تعبر لأقصى حد عن قوة البارسا و الجو
الاحتفالي الذي كان يميز السماء الكتالونية .





و بدأت الجوائز تتهاطل على لاعبي الفريق : تم تتويج رونالدينيو
كأحسن لاعب في دوري الابطال الأخيرة ، غيتو أحسن نهاجم ، ديكو أحسن لاعب
وسط ، بويول أحسن مدافع ، رايكار أحسن مدرب . كانت البارسا تتربع بالفعل
على عرش أوروبا .


غير أن هذه الانتشاء سيبدأ في التلاشي تدريجيا.



أول صفعة سيتلقاها الفريق كانت هي مباراة كاس السوبر الأوروبي .
دكت اشبيلية شباك البارسا بعد مباراة كارثية ب3-0 . كانت صفعة عبارة عن
تمهيد لما سيقع خلال الموسم الذي سيعرف فيه الفريق صفعات أقوى و أكثر
إيلاما.




غير أن البارسا لم تفسد بداياتها في الليغا و في دوري الأبطال .
انتصر الكتلان في الملعب الصعب لسيلتا فيغو ( 2-3 ) و في الكامب نو فازوا
على أوساسونا ( 3-0 ) ثم على سانتاندير بنفي الحصة . ثم هزموا بسهولة
مبهرة ليفسكي صوفيا ( 5-0 ) مما بدا معه أن الماكينة الكتلونية في أحسن
حالاتها.



غير أن البارسا ستضطر للتعادل في ملعبها أمام فالنسيا و خصوصا
تفقد خدمات صامويل ايتو الذي تعرض للإصابة في دوري الأبطال في المباراة ضد
بريم . وقتها ، انشدت أسارير الجميع . فقد فهم الكتلان أن المسار لن يكون
ورديا كما هو منتظر.




خصوصا و انه للموسم الثالث على التوالي ، سيضطرون لمواجهة
شيلسي مورينيو ، هذه المرة في دور المجموعات .



المواجهة المزدوجة ضد شيلسي انتهت لصالح الانجليز ، حيث فازوا
في سطانفورد بريدج و تعادلوا في الكامب نو .



و بين مباراة الذهاب و مباراة الإياب ، انهزم الكتلان في
البيرنابيو أمام ريال مدريد فان نيستروي بهدفين لصفر.



حينعا ، بدأت التساؤلات تتكاثر : على ما يبدو ، البارسا لم
تعود لديها نفس الرغبة القوية في الفوز التي كانت تتمتع بها من قبل . هذا
كان واضح من حالة رونالدينيو ،الذي رغم أنه كان حاسما و يحمل الهجوم فوق
كتفيه إلا أنه غاب عنه السحر . و قد كان بجانبه في الهجوم كل من غودجونسون
الذي لم يكون مرتاحا في أسلوب لعب رايكار و تم تفضيله بطريقة ظالمة على
سافيولا الذي كان يتجاهله المدرب . و من جهو أخرى ، جيولي الذي انهار
مستواه و ميسي الذي اصيب من جديد .




غير أنه رغم ذلك ، بقي مستوى البارسا اعلى من مستوى عدة فرق في
الليغا و توالت الانتصارات : هويلفا ، سرقسطة ، مايروركا و خصوصا فياريال
في مباراة استثنائية و فوز بحصة 4-0 برابع هدف منها كان هدفا خرافيا
لرونالدينيو .


في دوري الأبطال ، لم يكون التأهل مضمونا . فالنتائج السلبية
أمام شيلسي و بيرم جعلت البارسا، ليلة اخر مباراة في دور المجموعات ، غير
متأكدة بعد من التأهل لثمن النهائي . كان يجب هزم بريم المنافس المباشر و
كانت هذه المباراة من اقوى رهانات ذلك الموسم . و بفضل شوط أول اقترب منه
لاعبو البارسا من الكمال ، نجحت البارسا في اختبارها و تأهلت لثمن النهائي
بهدف لرونالدينيو من ضربة خطأ نفذها أرضية بذكاء كبيرة , بهدف لغودجونسون .






في هذا الجزء من الأول ، كانت البارسا تقوم بالحد الأدنى و
تحقق الأهم : الفريق متصدر الليغا و ينافس في دوري الأبطال و يشارك في كأس
الملك .


لكن الجميع كان يشعر بغياب الطمأنينة و الثقة في النفس اللتين
كان يتمتع بهما الفريق في الموسم السابق .



إذا كانت الفرديات قادرة دائما على تقديم عمل فردي خرافي
أحيانا ، المجموعة لم يعود لعبها سلسا كما في السابق .



غير أنه كانت هناك نقط ضوء تمنح بعض الرضا ، بالخصوص أندريس
انيييستا الذي انفجر تماما في شهر نوفمبر لدرجة أنه أخذ مكان تشافي
التشكيلة الاساسية و ذلك بفضل أدائه ذي المستوى العالي جدا و تسجيله لعدة
اهداف .




فيكتور فالديس كان أيضا من بين اللاعبين المقنعين ، في حين عوض
رونالدينيو بعض السحر الذي فقده كبيرة بحس تهديفي رفيع .



أخر تحدي للبارسا خلال سنة 2006 ، كان هو كأس العالم للأندية
الذي أقيم في اليابان . في سنة 1992 فشلت البارسا في الفوز به و ظل سجلها
خالي من اللقب العالمي .


لسوء الحظ ، كما وقع في كأس السوبر الأوروبي ، كانت هذه
المنافسة خيبة أمل قاسية جدا .


فبعد أن هزمت بسهولة فريق " امريكا " في نصف النهائي ،و ربما
بسهولة مبالغ فيها ، انهزمت البارسا في النهائي أمام بورطو أليغري ( 1-0 ) .





كان هذا الفشل مؤشرا جد سيء قبل بداية سنة 2007 التي كان سيجب
على البارسا أن تستخدم كل مجهوداتها لكي تحاول أن تحافظ على مستواها و
ألقابها . في حين كان واضحا أن السحر و الفعالية الخارقة التي عرفتهما في
المواسم السابقة ، هجرا رجال رايكار .