بوسكيتس يعمل بعيداً عن الأضواء

فيفا - أهداف دافيد فيا، وقوة أعصاب إيكر كاسياس،
ورؤية تشابي للملعب، وسحر أندريس إنييستا. هذا هو ما يتبادر على الفور إلى
ذهن من يريد أن يصف أداء المنتخب الأسباني في كأس العالم جنوب أفريقيا
2010 FIFA. ولكن نجاح هذا الفريق يقوم أيضاً على أعمدة أخرى، ونحن اليوم
نريد أن ننظر قليلاً إلى ذلك الخط الواصل بين التحصينات الدفاعية ومناطق
الإبداع الهجومية. وقد قام موقع FIFA.com بإجراء حديث حصري مع لاعب
خط الوسط المدافع سيرجيو بوسكيتس، الذي لا يعتبر هدفاً لعدسات المصورين،
ولكنه في الوقت نفسه يعد مكوناً أساسياً لا غنى عنه في اللوحة التي يرسمها
فيسنتي ديل بوسكي.

كثيراً ما طُرحت التساؤلات حول
الأسباب التي تدفع المدير الفني الأسباني لوضع محورين دفاعيين في فريق
يتميز بمثل هذه النزعة الهجومية القوية. ولكن الوقت كان كفيلاً بإثبات صحة
وجهة نظر المدرب المخضرم، الذي لا يمكنه العمل بدون تشابي ألونسو وبوسكيتس.

ويمثل لاعب برشلونة، الذي سيتم عامه
الثاني والعشرين بعد المباراة النهائية بخمسة أيام، قطعة استراتيجية في
كتيبة المنتخب الأحمر. فهو يضغط ويدافع ويبدأ الهجمات ويغلق المساحات، وفوق
كل شيء يخطف الكرات من المنافسين. ولكنه مع ذلك يقلل من شأن عمله الفردي،
حيث يقول ضاحكاً: "أنا لا أعد الكرات التي أخطفها، وإن كنت ألقي نظرة على
الإحصائيات من حين إلى آخر، الشيء الوحيد الذي يهم هو أن يفوز الفريق، فذلك
هو ما يسعدني."

وقد كان دور بوسي، كما
ينادونه في غرفة الملابس، جوهرياً في إبطال فعالية الألمان، وعزز بجهوده خط
الدفاع، ولكنه في الوقت نفسه كان نقطة البداية لكثير من العمليات
الهجومية. كما جاء في المركز الثالث من حيث دقة التمريرات بنسبة 92%. ولكن
كل هذا العمل كان في الظل، دون أن يلاحظه أحد أو نرى اسمه في العناوين
الرئيسية، وهو يؤكد قائلاً: "كلنا نحب أن ننال التقدير والثناء، ولكن ما
يهم هو الفريق. أنا أفضل الفوز بكأس العالم على امتداح عملي الفردي."

لقد قفز لاعب الوسط الشاب إلى الساحة
الدولية مع برشلونة تحت إمرة جوسيب جوارديولا في عام 2008، ومنذ ذلك الحين
راح يواصل تقدمه في مسيرة رائعة. فلعب مع المنتخب الأول في أبريل/نيسان
2009، ولم تمر بضعة أشهر حتى تحول إلى بديل مثالي للاعب ماركوس سينا. ثم
تألق في كأس القارات 2009 FIFA وختم ذلك العام فائزاً بكل شيء مع ناديه
الكتالوني العملاق. وهكذا، بقي له الآن أن يخوض التحدي من أجل التتويج مع
المنتخب، الذي دخل معه التاريخ بالفعل بالوصول إلى المربع الذهبي.

ويقول اللاعب الشاب بشأن المباراة
النهائية: "هولندا فريق كبير. يجيد تنفيذ الهجمات المرتدة. ولديه لاعبون
يتميزون بالسرعة الفائقة في الهجوم. أعتقد أن هجماته الأخطر تأتي دائماً
عبر شنايدر الذي يدير دفة العمليات الهجومية. ولكننا سنحاول إيقافه. ستكون
مهمة صعبة. فكل مباراة تكون أصعب من سابقتها وأقرب لخط النهاية. أعتقد أن
من وصل إلى النهائي هما أفضل فريقين في البطولة. والآن بقي لنا أن نقدم ما
لدينا وننطلق بأقصى قوتنا."

أفراح بالجملة ومشكلة ثانوية

ليست فرحة لاعبي المنتخب الأسباني بالإنتصار على ألمانيا هي مجرد فرحة
بالفوز في نصف النهائي، بل هي فرحة بصناعة تاريخ جديد واستعادة بريق ذلك
الأداء الجميل الذي بلغوا به منصة التتويج الأوروبية عام 2008. ويشرح
بوسكيتس ذلك بقوله: "لقد عادت لتكون أسبانيا الأفضل، كانت هذه هي أفضل
مبارياتنا في البطولة كلها. أعتقد أنه من الطبيعي أن يواجه المرء صعوبات في
أي مسابقة، ونحن أمام ألمانيا استحوذنا على الكرة وسيطرنا على إيقاع
المباراة وعلى مجريات اللعب، وصنعنا فرصاً كثيرة."

كما أن الفوز على فريق عظيم من وزن
ألمانيا يعطي دفعة معنوية قوية قبل تحدي المباراة النهائية: "كان الفريق
الذي ظهر بأفضل صورة في البطولة حتى مباراة نصف النهائي هذه. كانوا ينفذون
الهجمات المرتدة بكل إتقان وحققوا انتصارات بنتائج مدهشة، ولكننا عرفنا كيف
نوقفهم ونلعب بطريقتنا."

وأمام كل هذه النواحي الإيجابية
ينبغي أن نتساءل عن وجود أي مظهر سلبي، وكان رد بوسكيتس هو: "ربما تكون
النتائج صغيرة بعض الشيء. ولكن ذلك لا يثير قلقنا. كان ذلك ليثير مخاوفنا
لو لم تسنح لنا فرص للتهديف أو لو لم نلعب جيداً. ولكن ذلك لم يحدث. فنحن
سجلنا عدداً قليلاً من الأهداف إما بسبب حراس المرمى أو بسبب عدم الدقة في
اللمسة الأخيرة. ولكن ما يهم هو التأهل."

ولكن حتى إذا غاب التوفيق عن فيا
أمام الشباك يأتي الدعم من كارليس بويول، الذي يبرع في حماية مرمى فريقه
ولا يتردد في اقتحام دفاعات الفريق الآخر أيضاً، والذي قفز قفزة تفوق بها
على جيرار بيكيه (الذي يزيد عنه طولاً بفارق 14 سنتيمتراً) ليسجل برأسه من
فوق قامات الألمان الفارعة. ويقول بوسكيتس في حق زميله في المنتخب والنادي:
"لا يهم من، ما يهم هو أن يقوم أحد بوضع الكرة. وإذا كان هناك شخص يستحق
تسجيل هدف فإنه بويول. فهو يفعل كل شيء. إنه واحد من أفضل المدافعين في
العالم ومن المؤكد أن هذا المونديال سيكون الأخير بالنسبة له. آمل أن يخرج
بذكرى طيبة عن كل المسيرة التي خاضها."

ثم يأتي على ذكر نادي برشلونة، الذي
شارك 7 من لاعبيه كأساسيين في نصف نهائي بطولة العالم: "إن الفلسفة
والأسلوب متماثلان في النادي والمنتخب، وهذا أفضل كثيراً بالنسبة لي، لأن
العمل طوال العام مع زملائك يكون أسهل كثيراً."

وسيواصل بوسكيتس العمل في هدوء
وبعيداً عن الأضواء، ويزيد من إمكانياته وقدراته في أداء تلك المهام التي
لا يمكن أن ينجح الفريق بدون أحد يضطلع بها، لا سيما وأن مدربه يثني عليه
ويكافئه بمكان ثابت كلاعب أساسي في المنتخب، حيث يقول دل بوسكي: "إنه يفعل
كل شيء، فهو دائماً على استعداد لمساعدة الفريق، وهو كريم ويتفانى في
الدفاع، كما أنه من أوائل من يبدأون اللعب. وعندما يكون بحالة جيدة، تسير
الكرة بسلاسة وسهولة أكبر." وهو يصنف بوسكيتس وتشابي ألونسو ضمن فئة واحدة
قائلاً: "لديهما ذلك الإرتباط غير العادي بالفريق، ويفكران في الجميع، في
لاعبي الدفاع، ولاعبي الوسط، والمهاجمين، في كل شيء، إنهما المدربان اللذان
يشاركان على أرض الملعب."

FIFA

مشكور وبارك الله فيك

» فالديس يرحب بـ بوسكيتس كمدرب له
» إنييستا يعمل وحيدا في الكامب نو
» [ برنامج يعمل على تقوية خصائص كروت شاشات nVIDIA ]
» كل يــــــــــــ معلومه طبيه ــــــــــــــــوم (متجدد)..الفلفل الأحمر الحار يعمل على سد الجوع وحرق