وصيتي ... قبل الاعتقال
بعث إليكم بأشواقي وتحياتي .. قبل سويعات من الاعتقال .. الذي تأكد لي خبره .. وطار أمره ...
ثلاثون يوما بعيدا عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام ..
ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام..
لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي ... فعلى الرغم من كل الجهود الذي بذلتها معكم وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم .. فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد .. والملايين يرتدين الحجاب .. وكنت أنا وقتها في معتقلي أكتوي بنار الغضب ... فهذا جهد عام مع تلك الفتاة الضائعة يضيع في ليلة القدر ... وهذا الذي ما تركت كبيرة إلا وأوقعته فيها تنزل من عينه دمعة تطفئ غضب الرب عليه وتفتح باب التوبة إليه ..
يا شياطين الإنس ...
ريدهم في رمضان لا يعرفون سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية ..
والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية .. حتى تمتلأ بطونهم وكروشهم المتدليّة ..
ثم أتموا عليهم بنعمة البرامج التلفزيونية ...
نريد أفكارا إبليسية ..
يا شياطين الإنس ...
أتريدون لهم أن يدخلوا الجنة التي حرمنا حتى من شم رائحتها النديّة ؟
أتريدون أن تمر عليهم لحظات توبة فيضيع كل ما بذلناه في عشرات السنين الضنيّة ..
أما حذرتكم أن من أدرك منهم ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية !
التوقيع ... إبليس اللعين
تعليق: الكثير قد يضحك .. والقليل قد يبكي .. والباقي لن يشعر بشيء .. ولكن الواقع .. أن ممّن سيقرأ هذا المقال .. من سيضحك عليهم إبليس ويضيع عليهم شهر الصيام كما ضاع عاما بعد عام ..
وصدق الله إذ يقول: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون .. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون"